تقدّم الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج وبعثات المعلمين الموفدين للدول الشقيقة والصديقة خدمات تعليمية واجتماعية متنوعة، وتعمل وفق ما جاء من توجيهات نصّ عليها تنظيم المدارس السعودية في الخارج الصادر بقرار مجلس الوزراء رقم 36 وتاريخ 25-2-1418هـ، وقد حققت هذه الأكاديميات والمدارس مكانة مرموقة بين المؤسسات التعليمية وسمعة جيدة بين الجاليات العربية والإسلامية في الخارج لما تمتاز به من تنوع وأصالة في المناهج والطرق التعليمية الحديثة -
واستناداً لما تنصّ عليه سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية بالاهتمام بتعلّم اللغة العربية؛ وانطلاقاً مما ورد في الفصل الثاني بالتأكيد على «تنمية القدرة اللغوية بشتى الوسائل التي تغذي اللغة العربية، وتساعد على تذوقها وإدراك نواحي الجمال فيها أسلوباً وفكرة». فقد لقي تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها اهتماماً كبيراً من قبل الإدارة العامة للمدارس السعودية في الخارج، وتم إنشاء مراكز متخصصة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها تابعة للأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج وبعثات المعلمين الموفدين للدول الشقيقة والصديقة، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التالية :
1 - نشر اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي السمحة.
2 - إبراز دور المملكة والتعريف بثقافتها.
3 - إقامة الندوات والمحاضرات العامة.
وتعمل الإدارة على التوسع في افتتاح هذه المراكز بالاستعانة بالخبرة السابقة للأكاديميات والمدارس، ورأي السفير في بلد المقر، مع مراعاة مدى الحاجة والاهتمام في بلد المقر بتعلم اللغة العربية، وتوافر الإمكانات المادية والبشرية في الأكاديمية أو المدرسة.
وقد بذلت الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج وبعثات المعلمين الموفدين للدول الشقيقة والصديقة جهوداً حثيثة نحو تقديم برامج في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من المقيمين في تلك الدول.
وقد تم إصدار تقارير سنوية عن هذه البرامج المنفذة على مدار خمسة أعوام من هذه التجربة الحيوية ابتدأت في العام الدراسي 1433- 1434هـ حتى الآن قُـدّمـت خلالها العديد من البرامج من قبل الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج وشهدت نمواً في عدد البرامج التي بدأت بتقديم (10) برامج في العام الأول لتصل في العام الدراسي الماضي (23) مركزاً استفاد منها ما يربو على (5000) دارس ودارسة.
وامتداداً لهذا الاهتمام وسعياً لتطوير العمل والرفع من مستوى النتائج فقد تم توقيع اتفاقية عمل بين الإدارة العامة للمدارس السعودية في الخارج ومركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية لـ(تنظيم برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج وبعثات المعلمين الموفدين في الدول) وذلك بهدف تحقيق الرؤية والأهداف المشتركة وتحقيق المرجعية السعودية للغة العربية، وتكثيف التواصل العلمي والحضاري مع الناطقين بالعربية في أنحاء العالم، وتوفير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها للمقيمين في دول الإيفاد من أبناء العرب والمسلمين والجاليات في الدول الشقيقة والصديقة، واستثمار المكتسبات السعودية، والمنشآت القائمة؛ لتحقيق أقصى ما يمكن من الأهداف الوطنية، وإطلاق المشروعات النوعية بين الشركاء في وزارة التعليم لتحقيق الأهداف الوطنية العامة، وضبط الاجتهادات العامة تحت مظلة رسمية ووفق مناهج منضبطة.
والله الموفق
** **
د. عيسى الرميح - المدير العام للمدارس السعودية في الخارج