الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
من أهم مظاهر التكافل الاجتماعي، التي حظت عليها الشريعة الإسلامية رعاية الفقراء، ومساعدتهم مالياً، واجتماعياً حتى تسد حاجتهم وتكون لديهم الكفاية. وهذا المنهج الإسلامي المتميز الذي فعل كل هذا منذ أربعة عشر قرنًا، كيف يمكن تحقيقه في المجتعات الإسلامية، وما أثره على تماسك وتكاتف وحدة المجتمع وترابطه؟.
تلكم التساؤلات طرحناها على عدد من الأكاديميين والمختصين، وكانت رؤاهم في هذا الجانب على النحو التالي:
الألفة والمحبة
بداية يذكر د. فيصل بن بجاد السبيعي أستاذ التربية وعلم النفس بكلية الآداب بتربه أن التربية الإسلامية نظمت العلاقات العامة بين المسلمين، فكان محورها العلاقات الانسانية في قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وعلاقة الأخوة قائمة على الحب والإخاء، وهو أساس بناء المجتمع المتحاب المتآلف، وسر وحدته وقوته. وتنعكس تلك العلاقة على نهضة الوطن وتقدمه؛ ولذلك جاء النداء الإلهي إلى الوحدة والاجتماع: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا . ولذلك فالتكافل الاجتماعي يقوم على ركيزة أساسية تتمثل في العمل على إعانة الناس والإنفاق عليهم وضمان حياة كريمة لهم. وهو دعامة هامة في بناء وتنمية المجتمع، وتحقيق تماسكه وتجانسه الاجتماعي، إضافة انه ممارسة إنسانية مرتبطة بمعاني الخير والعمل الصالح. وهذا يحقق التوجيه النبوي: (المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضاً). ويمكن تحقيق التكافل الاجتماعي عن طريق إغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، وسد حاجات الآخرين، وتفريج كرباتهم، وكفالتهم ورعايتهم، ودفع الضرر عنهم، ومناصحتهم لما فيه نفعهم ودفع الضرر عنهم.
الحقوق الأساسية
وينبه د. السبيعي إلى أن التكافل الاجتماعي في الإسلام ليس مقصوراً على النفع المادي وإن كان ركنًا أساسيًّا فيه، بل يتجاوزه إلى جميع حاجات المجتمع أفراداً وجماعات مادية كانت أو معنوية أو فكرية على أوسع مدى لهذه المفاهيم، فهي بذلك تتضمن جميع الحقوق الأساسية للأفراد والجماعات داخل المجتمع، وأنه يمكن تحقيق تلك التوجيهات الإسلامية من خلال دعم الجمعيات الخيرية الرسمية التي تشرف على رعاية ودعم المحتاجين والمعوزين في المجتمع، ودفع الزكاة والصدقات والهبات للمستحقين لها من أفراد المجتمع وفق الحاجة والضرورة، ودعم المبادرات التي تحقق التكافل الاجتماعي من خلال تشجيع المبادرين، وتحفيزهم؛ للاستمرار في مبادراتهم، وتنميتها، واستمرارها، ومشاركة الناس أفراحهم وأتراحهم أحد مظاهر التكافل الاجتماعي، مما يساهم في تقوية روابطه وتجعله مجتمعاً متماسكاً، وإطعام الفقراء وسد حاجتهم بعدٌ تكافلي اجتماعي يحل إشكاليات المحتاجين الذين لا يستطيعون العمل ويلبي احتياجاتهم، ومما يساهم في نجاح تحقيق وسائل التكافل الاجتماعي هو شيوع ثقافة التطوع في المجتمع من خلال بذل الجهد والوقت لخدمة الآخرين من أجل حياة كريمة يعيشها أفراد المجتمع الواحد؛ فيضطلع أفراده بالقيام بأدوارهم الإيجابية بدافع إحساسهم بقيمتهم المجتمعية، ومسؤولية كل فرد تجاه مجتمعه. وتنعكس الممارسات المحققة للتكافل الاجتماعي من خلال العوائد والمكاسب التالية: تقوية الروابط المجتمعية لأفراد المجتمع، وتحقيق التجانس المجتمعي لأفراده دون تمييز طبقي أو عنصري أو ثقافي أو فئوي، وتحقيق التعاون على الخير والنفع بين أفراد المجتمع، وتكاتف أفراده. إحساس الفرد بكرامته كإنسان مخلوق مكرم لإنسانيته، وخفوت الجريمة والظواهر والسلوكيات غير المرغوب فيها في المجتمع، فتحقيق التكافل الاجتماعي في المجتمع يسد ثغرات المستغلين لحاجات الأفراد بابتزازهم من جميع الجوانب، وتحقيق وحدة أفراد المجتمع، وإحياء روح الوطنية للوطن، وتحقيق المواطنة الإيجابية بين الفرد ووطنه ونظامه. لذا فالتربية على قيم التكافل الاجتماعي هي السبيل؛ لإخراج أفراد مجتمع تجمعهم ثقافة حب الوطن، والدفاع عنه، والمحافظة على ممتلكاته والمساهمة في بنائه وتطوره، وكل ذلك ينبثق من استشعار أفراد المجتمع لمسؤوليتهم وأدوارهم تجاه أفراده الآخرين.
بشرى بالجنة
ويؤكد الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود بالرياض أن للإسلام منهجاً فريداً في رعاية الفقراء، والاهتمام بهم، من شتى الجوانب الاجتماعية والفكرية والنفسية والاقتصادية، ومما يبين رعاية الإسلام للفقراء ما جاء من النصوص الشرعية التي تدعو إلى الحثّ على مجالسة الفقراء وملاطفتهم ومجاورتهم، والدعاء لهم، ولم تقتصر رعاية الإسلام للفقراء على الترغيب في مجالستهم وملاطفتهم، ولكن الإسلام حرص على مساعدتهم من مصارف الزكاة، ومن الأسهم الثمانية التي جعل الإسلام الزكاة فيها، ورعاية الإسلام للفقراء تمتد من الجانب المادي إلى أن تصل إلى الجانب المعنوي؛ فمن خلال النظر في النصوص الشرعية نلمس أن التشريع الحكيم يراعي نفسية الفقراء، وعدم إيذائهم، وإهانة مشاعرهم، ويتضح ذلك من خلال تحريم المن والأذى عند إخراج الزكاة، وإعطاء الصدقة للفقير. والإسلام لم يجعل الغنى سبباً للتفاضل عند الله يوم القيامة، وإنما جعل معيار التقوى هو الأساس الذي يتفاضل الناس به، وجعل البشر جميعاً سواء لا فرق بين غني وفقير، ولا فضل لأبيض على أسود وهذا الأمر يبين مدى عناية الإسلام بالفقراء، ورعايته لهم، حيث بشرهم بالجنة جزاء صبرهم على الفقر الذي ابتلوا به، وفي هذا تسلية للفقراء، ومظهر من مظاهر اهتمام الإسلام بهذه الفئة، ورعايته لها. وما من شك أن الفقر ونقصان المال لدى العبد هو من ابتلاء له الذي ينبغي أن يقابل بالصبر عليه؛ لينال ثواب الله الكبير للصابرين وهو الجنة. والإسلام أرشد الفقراء إلى بعض الأعمال الصالحة التي يقومون بها فيما مقابل ما يعجزون عنه بسبب فقرهم كالصدقات والوقف، والمجاهد بالمال، وهذا التنوع في العبادات يعوض الفقراء، ويفتح به باب الحسنات لهم حتى لا يتميز عنهم الأغنياء.
شروط الإنفاق
ويبين د. محمد الرومي جانباً من شروط الإنفاق وآدابه لاستحقاق هذا الثواب في الآخرة: ألا يتبعوا ما أنفقوا أو بذلوا منّاً على الفقير بأن يحاسبه على ما أعطاه ويظهر تفضّله عليه، ولا أذى أو ضرراً بأن يتطاول عليه ويطلب جزاء عمله، فهؤلاء الباذلون الذين لا يمتنون ولا يؤذون من أحسنوا إليهم لهم ثواب كامل لايقدر قدره، ولاخوف عليهم حين يخاف الناس، ولاهم يحزنون حين يحزن الناس البخلاء الذين لاينفقون شيئاً في سبيل الله، فيندمون، والكلام الحسن، والرّد الجميل على السائل وعدم الصدقة، وستر ما يقع منه إلحاف في السؤال وغيره، خير للسائل والمسؤول من صدقة يتبعها أذى وضرر إذ الصدقة شرعت للأخذ بيد الضعيف، وتخفيف حدّة الحسد والحقد على الأغنياء، ولتحصين مال الغني من السرقة والنهب والضياع والمنّ والأذى يخرجها عن هذه الغاية السامية التي شرعت لها، والله غني عن صدقه عباده، فيستطيع أن يرزق الجميع، حليم لا يعجل بعقوبة المسيء، كمن يمنّ أو يؤذي، ولكنها الحكمة البالغة التي مدارها الابتلاء والاختبار، ومعرفة من يجاهد نفسه الشحيحة، فيحملها على البذل وتنفيذ التكاليف الإلهية عن رضا وطيب خاطر، وقد شرع الله الصدقة سبيلاً لكسب المودّة، وجلبّ المحبة، وتأكيد الصلة والتعاطف والتعاون بين الجميع.
منظومة الإسلام
وتستهل الدكتورة فايزة بنت صالح الحمادي وكيلة جامعة الملك فيصل لشئون الطالبات مشاركتها بطرح عدة تساؤلات: أرأيت قانونًا عالميًّا إلى وقتنا هذا يشترط أن تُقدَّم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بابتسامة وتربيتة وكلمة طيبة..؟! لا.. فليس ثمة قانون يلزم أساسًا أي شخص بدفع أي شيء لصالح أي محتاج. هل عرفتَ مبدأً أو اتفاقيةً غربية تُجبِر صاحبها على أن يعطي من جنس ما يحبّ؟! بالطبع لا.. كيف يمكن إيجاد ذلك بين مجتمعات لا تلتزم بالحد الأدنى من الإنفاق على الفقير؛ فيزداد الغني غنًى، ويسقط الفقير في وهدات الجوع والحاجة؟! أتعرفُ معاهدةً ترفع من شأن من يساعد في الكوارث ومن يعين في الملمات..؟! لا نعرف مثل هذه!، لكنَّ الإسلام فعل كل هذا منذ 14 قرنًا..!!، فاشترط الحب مع العطاء {وآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ}، وألزم المعطي بالإنفاق مما يرغب (لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حتى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ). وأضافت د. فايزة تقول: روي لي وأنا صغيرة أن رجلاً عجوزًا كان يطوف على بيوت المحتاجين، يعطيهم أكياس سُكَّر، فقيل له: ذلك حِمل على كتفيك شديد، فلو أعطيتَ لهم مالاً؛ فنظر بعين دامعة وقال: حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ، وأنا أحب السكَّر كثيرًا. قال رب الناس: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ}، فجعل الإعطاء في يوم الشدّة وساعات الكوارث والإغاثة، رفعةَ شأن، وعظيمَ عمل، وجعل صاحبه من أصحاب الميمنة، الماشين في حوائج الناس. بل جَعَلَ الإسلام الصدقة للمسكين حقًّا فما عادت منَّةً يُمنُّ بها عليهِ، قال تعالى: وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ .. نعم، حقَّه، فما تَتَفَضَّلُ عليه، وما تُعطِيه من مالِكَ أنتَ وإنما من مال اللهِ الذي أنتَ موكَّل ببعضه، وأي عظمة هذه، وأي سدّ لثغرة الضيق، ومنع للشعور بالدنوّ، وإنقاذ المجتمع من التسلُّط الطبقي ومن استعلاء شخص على أخيه؟! كذلك نشَّط الإسلام مفهوم عِتْق الرقبة، وَجَعَلَه من أعظم الصدقات، وكفَّارة عن أعاظم الذنوب.. هكذا مرت مائة عام فقط من ظهور الإسلام فما عدتَ ترى عبدًا في بلاد العرب، لتلحق بنا أوروبا في 1814 بمؤتمر فيينا، نعم، احتاجت أوروبا إلى قرون لتساير تعاليم الدين، ولتعطي للعبيد الأذلء شيئًا من حقوقهم. فهل اكتفى الإسلام بأن أنقذ البشرية كلها؟! لا، وإنما رَتَّبَ مصارفَ الصدقات ونظَّمَها: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .. فيمنع الهدر والترهُّل، ويقضي على السفه والتبذير، أو إعطاء مَن لا يستحق أو لا يحتاج! أي رِفق وأية رحمة، وأي سعاية لنشر التكافل المجتمعي، وتجسير الهوة بين الناس، وتفعيل مبدأ المسؤولية؟! الإنفاق الحقيقي وتبين د. فايزة الحمادي أن مما يزيدنا فخرًا بديننا أن نعرف رَفْعَه صاحبَ المسألة والمحتاج إلى القدر الذي يُحترم، والمرتبة التي تُجل.. قال صلى الله عليه وسلم: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ؟!)، فجعلهم (ضعفاء الجسد والمال) سببًا في الرزق، والدافع إلى النصرة، ومنحهم الاحترام الواجب والتقدير الكافي، أيًّا كان المظهر، قال صلى الله عليه وسلم: (كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طَمْرَيْنِ لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى الله لأَبَرَّهُ)، على كفة الميزان الثانية، ومثل طريقته في إضفاء التوازن على كل شيء، لا يقبل الإسلام بأن يترك الرجل ورثَتَه فقراءً، أو عالةً على أموال الناس.. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكانت له ابنة واحدة، فقال لرسول الله: يا رسول الله أُوصِي بمالي كُلِّه؟! قال: لا! قلت: فالشطر؟! قال: لا! قلتُ: الثُّلُث..؟! قال: فالثُّلُثُ، والثلثُ كثير. إنك أن تَدَعَ ورثتَكَ أغنياءً خيرٌ من أن تَدَعَهُمْ عالةً يتكففونَ الناسَ في أيديهم. هذا دينٌ رسَّخ مفهوم الإنفاق الحقيقي وجعل أعظم الصدقة للأهل والولد، فشجع على التضامن الأسري، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقْتَ من نفقةٍ فإنها صدقةٌ حتى اللقمةُ التي تَرْفَعُها إلى في امْرَأَتِك). لهذا يأتي الإسلام دائمًا أول والبشرية خلفه، وهكذا يتغلغل في النفوس فيصلحها، وينتشر في المجتمع فيقيمه، ويسل الحقد من النفوس، ليزرع مكانها السلام الحقيقي، السلام الذي لا ينبني على غبن ولا يقوم على غل، ولا يدفن أحقادًا، وإنما يوحِّد بين الإخوة، ويقرب بين المتباعدين، ويرفع راية الرحمة التي سادت على أيديهم، حتى تسربت إلى الحيوان والطير، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (كُنَّا مَ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ في سفرٍ فانطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حمرَةً (طائر) معها فَرْخَانِ، فَأَخَذْنَا فَرْخَيْها، فَجَاءَتْ الحمرة تعرشُ (تحوم) فَجَاءَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بولَدِها؟ رُدُّوا وَلَدَها إِلَيْها)!.. فاعجب من قوم هذا دينهم وهذا منطقهم، وما زال بعضهم ينتظر القيم من غيره، ويسعى لاستيرادها من الخارج.. يقول الشاعر: فِي كفِّهِمْ نُورَانِ ذِكْرٌ وسُنَّةٌ ما بَالُهُمْ في حَالِكِ الظُّلُماتِ غيرَ أنني ما زلتُ أرى في الجهودِ الخيرةِ لأبناءِ الوطنِ بارقة أمل لا تنطفئ، وفي عمل أصحاب الخير من أبناء المملكة سمتًا يُتَّبع، وخيرًا لا ينطوي، وفي نشاط الجيل الشاب المتوسط، وسعيه إلى المعالي كل ما يطمئن البال، ويهدئ الخاطر.. إننا بتفعيل تلك القيم، ونشر هذا المنهج، سنعود -لا شك- للهيمنة الربانية، خير أمة أُخرجت للناس، بإسلامنا الوسطي الجميل.