محمد جبر الحربي
1.
أسألُ كالعالقِ في تيهٍ
يبحثُ عن دَرْبْ.
ما هذا الكرهُ يلفُّ العالمَ،
عالَمَكمْ
يا أهلِي في البعدِ
ويا أهلِي في القرْبْ..؟!
ولماذا بين الأهلِ، وقدْ قدّمتُ العمرَ لهم حبّاً،
تشتعلُ حروبٌ
وتُثارُ الفِتنَةُ،
والعالمُ مبتهِجٌ بالحرْبْ..؟!
2.
كبرتُ على حَمْلِ الهمومِ ولمْ يَزَلْ
أنينُكِ يا بغدادُ.. في النَّفسِ عالِيا
ومَا كنتُ لوَّاماً.. ولا أتبعُ الورى
ولكنَّ طيفاً في العراقِ بدَا لِيا..!
3.
يُذكِّرني وقتُ المغيبِ بسَارةٍ
وأذكرُها قبلَ الضّحى بدلالِها
وسارةُ أمِّي والحنينُ وقهوةٌ
وضحكةُ وجهٍ مُشرِقٍ بجَمالِها
4.
وتعلمُ هذي الأرضُ أنّي أحبُّها
وهلْ يُنكِرُ الإنسانُ.. أمًّاً ووالدَا..؟!
فأهلي جمالٌ مَرَّ بالناسِ كلِّها
معِي الشِّعرُ والإيمانُ نبقيهِ خالِدَا
5.
يلومونني يا حربُ ما كنتُ أمدَحُ
ولا كنتُ مْختالاً، ولا كنتُ أمزَحُ!
ولكنَّ شِعرِي ينتشي حينَ ذِكْرِها
ويفضحُنِي بينَ الجميعِ، فأُفْصِحُ
6.
عُودٌ ترَنّمَ كيْ أجاذِبَكِ الهوى
صوتُ الرياضِ.. وهذهِ ذِكراهُ
والموْعدُ الثاني.. يعودُ لأوِّلٍ
مهما نأيْتِ فأنتِ تحتَ سَمَاهُ
أحبَبْتُ ليلكِ والنجومَ وبدرَهُ
إنْ كانَ مِنْ سلوى فأنتِ عُلاهُ
7.
واليومَ تكتبُني القصيدةُ عاشقا
أرعى النجومَ وأنتِ منْ يرعاهُ
الحُبُّ يُشعلني...فأنسِجُ أحرفي
خُضْراً.. فمَنْ يرعى البلادَ إلهُ
أدعو.. فيرفعُني الدُّعاءُ لغيمةٍ
فيها طلالُ.. ومَا تجودُ يداهُ..!