سعد الدوسري
استجابتْ الفرقُ الأمنية لمقطع الفيديو المتداول، وألقتْ القبض على الشخص الذي ارتكب جرم إحراق محطة البنزين بمكة المكرمة. وهذه الاستجابة السريعة، انعكستْ إيجاباً على المواطنين والمقيمين، إذ شعروا بأن أمنهم مضمون، وأن العابثين به سيلاقون مصيراً يردعهم ويردع كل من تسوّل له نفسه استغلال المتغيِّرات، لضرب وحدة الوطن، بوعي أو بدون وعي.
بعضنا يتعاطى مع وسائل التواصل الاجتماعي، ببراءة شديدة، ويطرح فيها آراءه بكل عفوية وصدق وحب، لكن ما يطرحه قد يستخدم ضد أمن بلاده، من قبل المنتمين لجماعات وتنظيمات ودول، يعنيها تدمير علاقة الحب والانتماء، بين المواطن وقيادته، تمهيداً لنشر ثقافة الفوضى والعنف، كما حدث في مقطع الفيديو الذي شاهدناه، وفي مقاطع أخرى، قد تستخدم كلها لتشويه صورة الاستقرار والولاء الذي يميز المملكة وشعبها.
هنا، أعود لنقطة بالغة الحساسية، فالتحذير من استغلال المغرضين لما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي، لا يعني أن نتحاشى إبداء آراءنا الجريئة والشجاعة من خلالها، بل على العكس. علينا أن نكون أكثر جرأة وأكثر شجاعة، في نقد واقع وطننا التنموي، ولكن على خلفية أن هذا الوطن هو الأول والأخير، وأن أمنه واستقراره خط أحمر.