* في مدينة جدة، وفي يوم جمعة، خلال الأسابيع الماضية، وبعد معاناة مع المرض، لم تمهله طويلاً، انتقل إلى بارئه الأعلى الشاعر الأديب الدكتور بهاء بن حسين عربي، مأسوفاً عليه بين أهله وذويه وكل من عرفه وتعامل معه من أصدقائه ومحبيه.
* والراحل من ذوي الخلق الرفيع والصفات الحسنة والاستقامة المشهودة، ومن الساعين في أفعال الخير ظاهراً وباطناً، مع من يعرف ومن لا يعرف ومن المتفانين في خدمة أمته ووطنه ولاءً وإخلاصاً.
* وللراحل من المؤهلات العلمية والخبرات العملية، الكثير أذكر منها فيما يلي ما تسمح به المساحة، فقد حصل على بـ (التجارة في الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1383 ودرجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ويلز «معهد العلوم والتكنولوجيا قسم الدراسات البحرية في كاردف بريطانيا») عام 1981م ، وكانت الرسالة بعنوان «صناعة النقل البحري والتنمية في المملكة العربية السعودية» ودبلومات متعددة في إدارة الأعمال وأكثرها في الإدارة المتقدمة بفروعها المختلفة في عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية.
* عمل بسلاح الطيران الملكي السعودي، ثم نقلت خدماته إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن، فعمل باحثاً اقتصادياً ثم مديراً للمتابعة والتنسيق، وقام بإدارة عدد من مشاريع بترومين في عدد من شركات البترول إضافة إلى عضوية في عدد من الشركات المتخصصة في النقل البحري.
* ومن مؤلفاته النثرية والشعرية كتاب صناعة النقل البحري والتنمية في المملكة العربية السعودية باللغة الإنجليزية وكتاب العالم إلى أين؟؟ والعرب إلى أين؟؟ وثلاثة دواوين شعرية هي / عاشق من جبال السروات / الشوك في قطاف الورد/ ذو العصف و الريحان، وقد نشر العديد من البحوث ذات الصلة بتخصصه في العديد من الصحف المحلية والأجنبية، وله نشاطات أخرى لا تتسع مساحات المكان إيرادها.
* وله مؤلفات أخرى قيد الإصدار، أحيا العديد من الأمسيات الشعرية في الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية، فكان شاعراً متألقاً، ومتحدثاً لبقاً.
* لقد أنجز الراحل خلال خدماته الطويلة، خدمات جلي تحليه بالإخلاص والأمانة، إذا ذكرت شكرت.. كمما عُرف فيه من الخلق وجم التواضع وحسن السيرة، والإسهام في أفعال الخير ظاهراً وباطناً، وكان له مكانة مرموقة وسمعة عالية بين الأدباء والمثقفين على مستوى مدن المملكة، وكان إلى قبل مرضه رحمه الله يقيم حولية سنوية بمنزله العامر بجدة في أول شهر المحرم من كل عام يدعوا إليها لفيف من الأدباء والمثقفين، تلقى فيها القصائد والمحاضرات والمناقشات الأدبية المفيدة.
* رحم الله أبا حسن د. بهاء بن حسين عربي، وجزاه بما قدم وعمل وأنجز لأمته ووطنه وقيادته خير الجزاء.. وجعل ذلك في ميزان حسناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.