أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلا) آل عمران 145 .. انتقل إلى رحمة الله تعالى الأسبوع الماضي الخال العزيز صالح بن إبراهيم بن سليمان المحيميد عميد أسرة المحيميد بعد عمر مديد قضاه في طاعة الله وقضاء حاجات المحتاجين والمعوزين والأيتام والفقراء .
رحم الله أبا عبدالله الخال صالح الذي كان أنموذجاً في الصلة والبر والبذل والعطاء .
أمد الله في عمره حتى قارب المئة عام، وكان - رحمه الله- من أوائل رجال الأعمال الذين أسهموا في تنمية التجارة في محافظتي رماح ثم حفر الباطن.. وكان له - رحمه الله- دوره المميز ليس فقط في الأعمال التجارية، بل في دعم ومساندة كل ما فيه الخير للمحافظتين وسكانهما.. كما كانت له مكانته في المجتمع وكان بابه مفتوحاً طيلة حياته يقصده العامة والخاصة وذوو الحاجات . رحم الله الخال الغالي صالح الذي أعده بمنزلة والدي أنا وأشقائي.. كان بره بوالدته ووالده رحمهما الله، وأخواته [والدتي وخالاتي] - رحم الله الأموات منهن وأمدّ في عمر الأحياء - أنموذجاً يُحتذى يسأل عن هذا ويطمئن على هذا ويسافر من أجل السلام والصلة والبر ..
رحمه الله وجعل قبره روضة من رياض الجنة أسهم في بناء العديد من المساجد ودعم الأيتام وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، كان قريباً من كل خير.. مسجده يشهد له فهو أول الداخلين للمسجد وآخر الخارجين منه.. أصر على أن يستمر مؤذناً لمسجده حتى أقعده المرض في آخر حياته غفر الله له.. كان باذلاً للخير مما نعلمه ومما لا نعلمه.. في مجلس العزاء في منزله بحفر الباطن دخل مجموعة من الطلبة ومعهم مشرفوهم وإذا بهم الأيتام الذين بذل نفسه وماله من أجلهم ومن أجل رعايتهم؛ فكان ولا يزال الداعم الأول والرئيس لهم، وقد سمعت من مشرفهم يقول: إنه رحمه الله قال لي لا أسمح أن يكون هناك نقص لهؤلاء الأيتام لا أعلم به.. كما قَدِم للعزاء شباب تحفيظ القرآن الكريم الذين تولى - رحمه الله- دعم ومساندة حلقات تحفيظهم. كل ذلك وغيره كثير مما لا يعلمه أحد.. جعل الله كل ذلك في ميزان حسناته، وقد كانت تربيته لأبنائه نعم التربية فشبُّوا حُفّاظاً لكتاب الله بارين بوالدهم ووالدتهم وأقاربهم، مؤهلين لخدمة دينهم ووطنهم، وأخذوا عنه صفاته في الصلة والبر والكرم وأعمال الخير. رحمك الله أبا عبدالله وجعل ما أصابك من مرض ونصب رفعة في درجاتك ومنزلتك وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة..
لقد تركت وفاته - رحمه الله- رنة أسى وحزن لكل عارفي فضله وقدره، وقد خرج لجنازته أمة وخلق كثير غصت بهم مقبرة حفر الباطن .
اللهم اغفر للخال الفاضل صالح واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأسكنه جناتك جنات النعيم، وعظم الله أجر أبنائه وبناته وزوجته وشقيقه وشقيقته، وأرحامهم وأقاربهم، وأسرة المحيميد الكريمة والحمد لله على قضائه وقدره .