د.عبدالعزيز الجار الله
يمكن القول إن الربع الخالي هو البحر الثالث لبلادنا بعد البحر الأحمر والخليج العربي، لانه بحر من الرمال ومساحته تشكل ربع مساحة الجزيرة العربية التي تبلغ (2.8) مليون كيلومتر مربع، وأيضا ربع مساحة المملكة التي تبلغ مليوني (2) مليون كيلومتر مربع، ويضم الربع الخالي من الخيرات الكثير، منها: معادن الرمال مطلقة الشمس الساطعة و النفط والغاز والمياه والبيئة الطبيعية، وخيرات أخرى.
آخر هذه الخيرات ما أعلن عنه يوم الأحد الماضي تدشين مشروعات سحب المياه من الربع الخالي من تكوين الوجيد وهي الطبقة الحاملة للمياه خزان مائي وفير يخزن مياها جيولوجية ومياها سطحية بفعل الأمطار وميل سطح الجزيرة العربية من الغرب إلى الشرق، حيث سيتم نقل المياه من أطراف الربع الخالي إلى منطقة عسير لمحافظتي بيشة وتثليث بتكلفة مليار و400 مليون ريال، تجاوزت هذه الخطوط 355 كيلومتراً، ومشروعات أخرى بتكلفة 780 مليون ريال لتأمين مياه شرب، وتوفير خدمات الصرف الصحي، وتعزيز مصادر المياه الجوفية، وزيادة سعة التخزين الإستراتيجي للمياه، (المزيد من التفاصيل جريدة الجزيرة، يوم أول أمس الاثنين الماضي).
الربع الخالي هو من بحار الرمل العظيمة حباه الله بنعم عديدة لم نستثمرها لأنها في الخطط العامة للدولة احتياط الأجيال وواقع معظمه في بلادنا يصل إلى (80%) في المملكة و(20%) خارجها تتشارك فيه ثلاث دول: اليمن والإمارات وعمان. وإذا كانت خيراته مؤجلة للأجيال لا يمنع من استثماره بقدر الحاجة مثل حقل الشيبة النفطي ومشروعات المياه لمنطقتي نجران وعسير، بالإضافة إلى كونه (حصد) مياه أودية نجران وعسير عبر قنوات سطحية وجوفية تغذي خزانات الربع الخالي.
البحر الثالث - الربع الخالي - بعد البحر الأحمر والخليج العربي، وهذا يتطلب الاهتمام به من حيث الدراسات والتخطيط والمشروعات على أطرافه - شواطئه اليابسة - مشروعات تنموية سكانية واستثمارية لخدمة المناطق الحدودية له والمحيطة به: الشرقية والرياض ونجران وأيضا عسير وإن كانت تفصلها عنه منطقة الرياض، يجب أن لا يبقى الربع الخالي حيّزا جغرافيا خاليا أو من سجلات التاريخ، إنما يجب تحريره من (الخالي) الأرض الخالية ليكون الربع الخير.