فهد بن جليد

هل من مسؤولية وواجب هيئة الترفيه محاولة ثني السياح السعوديين الباحثين عن الترفيه من السفر إلى الخارج في الإجازات والعطلات - لا بكل تأكيد - بل المُنتظر منها المُساهمة في إبقاء السائح السعودي وأمواله في البلد من خلال دخول مضمار المنافسة بكل قوة مع الآخرين والتفوق عليهم لناحية جذب الزوار والسياح من الداخل والخارج، وترك الخيار النهائي للمواطن في السفر من عدمه.

لذا - برأيي - أنَّه لا يجب إدخال الهيئة في تحدٍ مبكر مع المُستفيدين والجماهير وهواة السفر خصوصاً في مثل هذه المناسبات والإجازات القصيرة، من خلال إطلاق حملة (لا تسافر) الأخيرة، وإن كنت أتفق تماماً مع أهدافها إلا إنَّني أختلف مع عنوانها الذي قد يستفز شريحة كبيرة من الناس ويمنعهم من التفاعل معها، فطبيعة البشر لا تنتظر المنع بصيغة الأمر - كما يُفهم من عنوان الحملة على الأقل - الذي أتفهم أنَّ المقصود منه الجذب، وأنَّنا نمتلك كل مقومات الترفيه بروزنامة وحزمة حقيقية من الفعاليات التي ستجعلك تمتنع عن السفر من تلقاء نفسك لتقضي وقتا ممتعا مع عائلتك هنا، وتوفر جهدك ومالك ووقتك.

مُعظم الدول التي يقصدها السعوديون للسياحة والترفيه، تُغادر شريحة كبيرة من أبنائها بحثاً عن ترفيه آخر ومُختلف ومتنوع عما يعيشونه طوال العام في بلدانهم، وهذا ينطبق حتماً على هيئة الترفيه وأهل المدن التي تقام فيها البرامج والحفلات طوال العام، لذا أعتقد أنَّ استهداف فئات وشرائح جديدة من المجتمع بالإعلانات والحفلات في المدن الصغير والمُجاورة، سيكون أجدى وأنفع وأكثر منطقية بدعوتهم لقضاء أوقات ترفيهية وحضور برامج وحفلات الهيئة في المدن الكبيرة خلال الإجازة، إضافة إلى استهداف سكان المدن من خلال الإعلان المبكر عن روزنامة الترفيه.

فالملاحظة الأخرى أنَّ إعلان حملة الهيئة جاء مُتأخراً مع بدء الإجازة بدلاً من البدء قبل وقت كاف يضمن تأجيل قرار السفر والاستمتاع بالبدائل المحلية المُتاحة من البرامج الترفيهية، وهو ما يعني عملياً أن لا معنى له فمن يريد السفر انتهى مبكراً من حجوزاته وترتيباته، أتمنى أن يتسع صدر القائمين على الهيئة لسماع هذه الملاحظات والتفكير فيها مُستقبلاً، حتى تحقق أهدافها، فنحن سنكون أكثر سعادة عندما نجد بلادنا جاذبة للترفيه العائلي المُتميز والراقي، الذي يجعل عددا كبيرا من الأسر السعودية تفضل خيار البقاء والاستمتاع بالأوقات السعيدة، مع تقديرنا وتفهمنا لرغبة شريحة أخرى للسفر للخارج، وهو ما يجب أن ينتبه له المخططون، ويأخذونه في الحسبان.

وعلى دروب الخير نلتقي.