«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يشكِّل الوقت في مختلف المباريات والألعاب والمسابقات الرياضية أهمية كبرى، فهو الذي يحدد موعد انتهاء المباراة، لذلك ارتبط الوقت ارتباطاً قوياً بالمسابقات الرياضية فالفوز ليس له علاقة بالحظ، بل يُضاف إلى الجدارة والمهارة والتفوق عامل الوقت، فكم مباراة أوشك أحد الفرق أن يحسم نتيجتها لكن صفارة الحكم قضت على هذا الحسم..! ومن هنا كان عامل الحسم الوقتي والأساسي في تحديد مختلف النتائج خلال المباريات أكان ذلك في مباريات كرة القدم أم في الألعاب الأخرى مثل «الشطرنج»، وهكذا نجد أن للساعة دوراً هاماً في تحديد النتائج النهائية والحاسمة بدقة وبدون مجاملة أو محاباة وصولاً إلى آخر الأرقام والثواني التي تسجّلها الساعة ولا شك أن البعض منا شاهد كيف تتم عملية حساب الوقت في مباريات كرة القدم أو مسابقات الجري أو السباحة، حيث تسجل أدق اللحظات لحساب الفائز.. وتشير السجلات التاريخية المختلفة والموثّقة إلى أنه في بداية القرن 18 اهتم الخبراء الدوليون بتصميم الساعات الدقيقة على ابتكار نوع متطور ودقيق قادر على رصد إنجازات اللاعبين والرياضيين في مختلف الأنشطة الرياضية وصولاً لنتيجة دقيقة لصالح الفائز بجدارة في هذه الأنشطة والفعاليات.. والنتائج والعمل الجاد قادت الساعاتي الشهير «جورج جرهام عام 1720 إلى استنباط طريقة أولية جديدة في هذا المجال الدقيق ولكن لم يُؤخذ بها في حينه لتعقيدها وصعوبة مواءمتها لأجواء المنافسات والمباريات الدولية وحتى الوطنية. إلا أن مخترعًا سويسرياً يُدعى «جان مويس بوزيت» في مدينة جنيف الشهير توصل في عام 1776م إلى إنجاز نوع أطلق عليه «الساعة ذات الثواني المستقلة» والتي تميزت بميكانيية دقيقة جداً وفريدة تستطيع قياس وقت النشاط الرياضي بنظام أتوماتيكي رهيب دون أن يعرقل تسجيلها للزمن العادي وفي بداية القرن العشرين تواصلت الأبحاث والتجارب والابتكارات حتى استطاع خبراء تقنية الساعات إنجاز ساعات توقيت عن بعد. وفي عام 1912 وخلال مهرجان الألعاب الأولمبية التي جرت في بازل استخدم هذا النموذج لأول مرة على بعد 3500 لاعب اخضعت منافساتهم إلى أجهزة توقيت من هذا النوع الفريد . ربطت إلى الألواح الخاصة بإعلان النتائج مباشرة. ويوماً بعد يوم تتضاعف الأبحاث والابتكارات وعمليات التطوير المتنامية في التقنية ومع حلول عام 1945م حققت النتائج كما هو مسجّل في الوثائق لدى شركات ومؤسسات صناعة الساعات إلى إدال خلايا قلّصت فروق التوقيت بصورة مذهلة وعجيبة ومتميزة في نفس الوقت؛ بمقدار 1000 جزء من الثانية وصولاً إلى درجة مهمة ودقيقة من حسم النتائج لصالح الفائز في هذه اللعبة أو تلك المسابقة.. وساعد ذلك على دخول تقنية الكمبيوتر الذي هو الآخر ساهم في ابتكار ساعات حسابية خاصة بالرياضة كان لها الدور الفاعل في مجال الألعاب والمسابقات الرياضية وبالتالي استطاعت حسم النازعات والمواجهات كما حدث في الألعاب الأولمبية في لوس انجليس عام 1984م بين الحكام، حيث سادت وعمّت الفوضى في مسابقة المائة متر كما هو مسجل تاريخياً . ولكن الساعات الدقيقة سجّلت الأرقام الحقيقية لصالح الفائزة لحظتها.. وماذا بعد تنوّعت الساعات الخاصة بالرياضة ولم تبق حكراً على المسابقات والألعاب، بل باتت تُباع للأفراد وصارت متاحة للجميع، صحيح هناك ساعات رياضية دقيقة بالملايين ومطعمة بالأحجار الكريمة والألماس لكن أيضاً تتوافر أنواع أخرى بالآلاف وحتى بالمئات من الدولارات. نخلص من هذه الإطلالة إلى القول إن «الساعات والرياضة» لها فضل كبير في حسم النتائج الدقيقة أليس كذلك؟!