بلادنا تزخر بكل ما يمكن أن يكون داعماً لاقتصادها على كافة المستويات, ففضلاً عن أهم ما نملك, المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة, ففي بلادنا التاريخ العريق الذي سطرته كتب المؤرخين وذكرته معلقات الشعراء السالفين.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلي
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
هذا هو امرؤ القيس يذكر موقعاً في نجد معروف بهذا الاسم حتى اليوم.
لكنني في هذه المقالة أتكلم عن - قصيباء - تلك البلدة الواقعة في منطقة القصيم, والتي تعرفت عليها وعلى تاريخها أثناء زيارة سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل لها قبل أيام, فوجدت التاريخ العريق والمواقع الأثرية الثرية, فوجدتني أردد مع عنترة بن شداد:
كأن السرايا بين قو وقارة
عصائب طير ينتحين لمشرب
وقو هو الاسم القديم لقصيباء, أقول: لقد وجدت خلال هذه الجولة ومن خلال شرح المعنيين أن هذه البلدة تحمل بين جنباتها تاريخاً أدبياً كبيراً, أجزم أن الكثير من العرب فضلاً عن السعوديين يتطلعون إلى أن يقفوا عليه ويسمعوا ما دار على أرض الواقع, وأننا من خلال الهيئة الوطنية للسياحة والتراث الوطني قادرون على أن نجعل مثل قصيباء رافداً اقتصادياً كبيراً، وهذا جزء من رؤية المملكة2030 وأن آلاف الوظائف ستكون جاهزة لشبابنا في مثل هذه المواقع.
قصيباء التاريخ والسيرة الأدبية الضاربة في عمق التاريخ بطبيعة أرضها التي هي في حد ذاتها تحكي تاريخاً ينقلك بخيال واسع مليء بالقصص والأشعار.
سما لك شوق بعد ما كان أقصر وحلت سليمى بطن قو فعرعرا
هنا في قصيباء حيث عنترة العبسي الفارس المغوار والشاعر المفوه يمكن أن تكون الحكاية مختلفة تجذب الزائر لهذه المنطقة, وتمنحه أدباً وتاريخاً لا يمكن أن تمحوه الأيام, فمن المعلوم بالتجربة أن التطبيق العملي يرسخ في الذاكرة أكثر من النظري, ونحن في مرحلة أحوج ما نكون إلى الاعتزاز بتاريخنا وقيمنا العربية الإسلامية وان نقدمها للأجيال باللغة التي تجذبهم وتحببهم فيها, فضلاً عن القيمة الاقتصادية الكبيرة لمثل هذه المشاريع.
سمو أمير منطقة القصيم توجيهاته كانت قبل هذه الزيارة وأثناء الزيارة بالاهتمام بهذه المنطقة وتقديمها لزوار المنطقة كأحد الأماكن التي يمكن أن تكون مجدولة عند زيارة أي مسؤول سعودي أو غير سعودي لمنطقة القصيم, فهي بحق جديرة بالزيارة.
أكتب هذه المقالة من منطلق الدفع برجال الأعمال إلى الالتفات لمثل هذه المناطق السياحية التي من المؤكد أنها ستكون ذات جدوى اقتصادية كبيرة, فقصيباء مثلاً تفتقر لأماكن السكن, فلو كان هناك نزلاً ريفياً يتناغم مع تاريخ المنطقة فإنه باعتقادي سيكون جاذباً ومحققاً لمردود مادي مجزٍ.