سعد بن عبدالقادر القويعي
التحولات الملحوظة، والتي تشهدها خارطة السيطرة الميدانية على المناطق الاستراتيجية - القريبة من العاصمة صنعاء -، والواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وتنفيذ استراتيجية الإطباق على الميليشيات المتمردة؛ تمهيدا لإطلاق معركة استعادة العاصمة، والمزيد من التقدم باتجاه صنعاء، تعتبر الأكبر من نوعها؛ كونها تصب في مصلحة القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا على حساب قوات الحوثي؛ إذ يتبلور المشهد عن استكمال دعم القوات المشتركة بالتعزيزات - البشرية واللوجستية -، والتي تحتاج إليها قوات التحالف العربي في عملياتها لإعادة الشرعية.
في هذا السياق، فإن المعادلة العسكرية حول - العاصمة - صنعاء على المحك، وتحرير صنعاء أصبح على الأبواب، وهذا السيناريو قريب التحقق، - خصوصا - بعد أن شهد معسكر الانقلابيين انشقاقات عديدة - خلال الأيام الماضية -، والتي يمكن من خلالها استعادة هيبة الدولة، وإنهاء الانقلاب بالقوة العسكرية، وليس وفق مشاورات سياسية، تفرض تنازلات على الدولة اليمنية، والعمل - كذلك - على استعادة سلاح الدولة، وفرض سيطرتها على كامل التراب اليمني، والبدء في تطبيق إجراءات العدالة الانتقالية، والأخذ بعين الاعتبار مراعاة الأبعاد الإنسانية.
اليوم، وقبل أن تنتقل إلى الخطوة الأهم في الحرب الرامية إلى استعادة استقرار اليمن، فإن الباب المفتوح سيكون مشرعا أمام جميع الأحزاب، والفصائل اليمنية؛ من أجل التوحد تحت هدف واحد؛ لإعادة الأمن، والأمان لليمن، ولشعبها الذي عانى من جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران؛ الأمر الذي سيجعلني أشيد بموقف حزب الإصلاح اليمني، والذي واتته الفرصة - مرة أخرى -؛ ليكون ضمن المشهد السياسي اليمني كفاعل له مكانته، وسيكون له دور رئيس في معركة صنعاء المرتقبة، وهو ما أكده بيان الحزب الصادر على موقعه الرسمي، حول أهمية الدور التاريخي الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة السعودية ، والإمارات في اليمن؛ باعتبار أن أمن اليمن، ووحدته، واستقراره جزء لا يتجزأ من أمن، واستقرار دول الخليج، والمنطقة العربية - عموماً -، - إضافة - إلى تأكيده على أهمية دور التحالف العربي في دعم الشرعية السياسية؛ لاستعادة الدولة اليمنية؛ حتى يظل اليمن داخل نطاقه - الإقليمي والقومي - ، ومنع المشروع الإيراني من مد نفوذه إليها.
بقي القول: إن الفوضى السياسية في اليمن، والتدخل الإيراني البغيض، شكلا الأرضية - السياسية والاستراتيجية -؛ لانطلاق عاصفة الحزم؛ - ولذا - فإن القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن العربي، والتفرغ لمواجهة الميليشيات الحوثية الإيرانية، وإجهاض - كافة - مخططاتها، ومشروعها الطائفي، والذي تسعى من خلاله إلى استبدال الهوية اليمنية بهوية طائفية تابعة لولاية الفقيه الإيرانية، هو هدف استراتيجي. - وفي المقابل - فإن توحيد جهود كافة القوى - السياسية والاجتماعية - المؤيدة للشرعية، وخلق جبهة وطنية عريضة، تتجاوز كل الخلافات، والتباينات - الحزبية والسياسية - أصبحت حقوقا مشروعة.