«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
قد يكون هذا العام 2018م هو عام الاقتصاد والترشيد والاهتمام أكثر بميزانية البيت السعودي بعد ما دعمت الدولة، ومن خلال أوامر القيادة الحكيمة التي دعمت ميزانية المواطن والتي سوف تساهم بمشيئة الله في تخفيف الأعباء الحياتية عنه وعن افراد أسرتة، لقد توشحت صحفنا المحلية في صدر صفحاتها الأولى والداخلية والتي رصدت أصداء مشاعر المسئولين والمواطنين وترحيبهم الكبير بالأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين أمد الله في عمره.
وأشارت هذه الأصداء وتلك المشاعر عن سعادتهم واغتباطهم الكبيرين بمكرمة القيادة الكريمة وحرصها على كل ما من شأنه المساهمة في إسعاد أبناء الوطن والتخفيف عنهم وتلمس احتياجاتهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لكل مواطن ومواطنة. والجميل أن الأوامر الملكية أخذت الطابع الشمولي فشملت الجميع الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، وهذا يعني أن الفائدة أخذت طابع الشمولية. لذلك سوف يكون هذا العام عام خير وبركة فلقد ضخت الدولة مشكورة 50 مليار ريال لدعم مختلف القطاعات ذات العلاقة بحياة المواطن من إسكان وصحة وتعليم. وبالتالي سوف ينعكس ذلك على حياة المواطن بالإيجاب مع تمتعه بالأمن والاستقرار وفي ظل أسرة سليمة قوية مما يجعله ينظر للحياة بتفاؤل واطمئنان وبثقة في أن المستقبل يحمل له ولأسرته الكثير من الخير والنمو.
ولاشك أن المتغيرات الحديثة، التي طرأت على حياة الأسرة المواطنة في هذ ا العصر، ساهمت في ازدياد الأعباء والالتزمات الأسرية المختلفة. لكن من خلال وعي القيادة وتفهمها ومتابعتها لحياة مواطنيها جعلها تنحاز اليهم وتمد يدها كريمة معطاءة وبسخاء فكانت الأوامر الملكية التي أسعدت الجميع. فالمستقبل باسم وكل يوم سوف يشرق على الأسرة المواطنة يجعلها أكثر ثقة بالمستقبل. وعلى ضوء ذلك فهذا العام وما حمله ومنذ البداية من أوامر خير وبركة، ومع هذا على الأسرة ومن باب الوعي والترشيد أن تهتم كثيرا بما تحمله الحياة من تطورات ومتغيرات لا شك لها انعكاساتها على مختلف الأصعدة وجوانب حياة الأسرة، ومن هنا على الجميع الاهتمام بعملية الترشيد والاقتصاد في عمليات الصرف العشوائي لميزانية البيت مع الاهتمام بعملية الادخار والتي سوف تؤثر إيجابا على ميزانية الأسرة الشهرية والسنوية.. فلقد تحدثت صحافتنا المحلية ومنذ عقود عن ظاهرة الصرف العشوائي والبذخ والاندفاع وراء المظاهر غير المقبولة. فهناك أسر متوسطة راحت تحاكي الأسر الثرية والغنية في بذخها وحتى «فشخرتها» وهياطتها بصورة ممجوجة. وراحت تتسلف وتتدين من أجل أن تقيم حفلا كبيرا لزواج ابنتهم يضاهي حفل جارهم الثري الذي أقامه في فندق فخم.. وهذا الأمر ينسحب على العديد من التصرفات التي يتم الصرف عليها بمبالغ طائلة. فنحن وللأسف نرمي كميات كبيرة من الطعام التي طبخناها. لأن بعض الأبناء يطلبون «طعام دليفري» ونحن نشتري لكل واحد من الأبناء سيارة فارهة. لو استثمر أحدهم قيمة سيارته في مشروع لدر عليه الآلاف من الريالات شهريا. أما سيارته فمع مرور كل عام تتراجع قيمتها منذ لحظة خروجها من الوكالة. مئات الملابس والفساتين خنقت مخازن غرفنا. سوف يموت الواحد منا يوما ولم يلبسها. لماذا.. نحن ونقولها بكل حب وصراحة لا نهتم بثقافة الاستهلاك. لقد بح صوت هذه الصحيفة «الجزيرة» ومنذ أن أسسها الشيخ عبدالله بن خميس وهي تكتب وتردد وتدعو بالاهتمام بالترشيد والتوفير وعدم الإسراف. ولكن ما نراه ويراه الغير جعل مجتمعنا ومع كل الاحترام والتقدير يقال عنه أنه مجتمع مسرف ومهايط والذي يشاهد الصور والفيديوهات التي تنشر بين فترة وأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي يرى العجب والصيام في رجب. وسامحونا.؟!