«الجزيرة» - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي المستشار في الديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء أن المسلم، كبيراً أو صغيراً، ذكراً أو أنثى، مطالب بأن يحصن نفسه بثقافة شرعية أصيلة، وأن يقتدي بسلفه الصالح حتى لا ينساق وراء الأهواء، ويتأثر بمؤثرات لا تتفق مع دينه، أياً كان مصدرها.
وأوضح معالي الدكتور عبدالله التركي أن الإيمان، والإسلام، والإحسان، تقتضي أن يسير المسلم في حياته: مع نفسه وأسرته، وزملائه وأصدقائه، من يحب ومن لا يحب، بل مع غير المسلمين؛ أن يسير وفق هذا الدين، وأن لا يتصرف بقول أو عمل، إلا على هديه وأحكامه، وأن يكون قصده الأسمى بلوغ مرضاة ربه، وسعادته بذلك في دنياه وأخراه؛ إيماناً بالله، وملائكته، وكتبه، واليوم الآخر، وقضاء الله وقدره، وأن الله رقيب عليه، وأن حسابه يوم العرض الأكبر على كل تصرفاته، وأعماله.
وأن الله فتح له مجال التوبة، والاستغفار، وتصحيح الأخطاء، واستثمار وقته، ومجالات عمله، فيما يحقق له السعادة في الدنيا، والآخرة، وأنه إذا استقر ذلك في عقيدة المسلم، وسار في حياته وفق الصراط المستقيم، مطيعاً لربه ولرسوله، فبإذن الله، وكرمه، ورحمته، سيكون مع الذين أنعم الله عليهم؛ من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
وأبان معاليه أنه ازدادت المؤثرات اليوم، بما جد في الحياة من وسائل التواصل، وكما يقال أصبح العالم قرية واحدة، وانتشرت العولمة، بسلبياتها، وإيجابياتها، ومن هداه الله، ووفقه للمنهج الحق، والصراط المستقيم، توفرت لديه المقاييس الصحيحة، التي يتعامل بها مع هذه المؤثرات.
وإن الإعلام، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، من أقوى المؤثرات على المجتمع، وبخاصة الشباب، ومن كانت حصانته الشرعية ليست كافية، وقد لا يدرك الإنسان خطورته، وسلبياته عليه، إلا بعد فوات الأوان، مشيراً إلى أن ليس كل الإعلام سلبياً، ولكن الإشاعات والكذب، والنيل من الحق وأهله، والإغراءات السيئة، وبخاصة في الأخلاق، والحياة الاجتماعية، ازدادت، وظهرت آثارها على الحياة الأسرية، وصلة الأبناء والبنات بآبائهم، وأمهاتهم، وأسرهم. وظهرت آثارها النفسية، والصحية، الخطيرة، وإن واجب الأبوين، والأسرة، والمدرسة، والمسجد، وأي شخص قادر على تخفيفها، واجب كبير، ينبغي أن يعطى الأولوية، وسيتحقق لمن تأثر بها – لاحقاً – في القريب، أو البعيد، ضررها، وقد يندم ويتأسف، حيث لا ينفع الأسف.
وناشد معالي عضو هيئة كبار العلماء الشباب قائلاً: أنتم رجال المستقبل، وحملة هذا الدين، الذي أكرمنا الله به. وستكون المسؤولية عليكم في هذه الدولة المباركة (المملكة العربية السعودية)، التي قامت على الإسلام، وطبقت شريعته، واهتمت بالمسلمين أينما كانوا؛ فعليكم استثمار أوقاتكم، والاستفادة من الفرص العظيمة التي وفرتها دولتكم لكم، وإن ولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أيده الله بنصره، ووفقه لما فيه الخير، هو وولي عهده الأمين، وأعوانه، حريص كل الحرص على أبنائه المواطنين، وبخاصة الشباب، فلتكونوا عند حسن الظن، ولتحذروا من الأمور السلبية، فيما جد في وسائل الإعلام، وإنكم مسؤولون عن وقتكم، ماذا عملتم فيه، وعن واجباتكم الدينية، والأسرية، والاجتماعية، وهل أعددتم لأدائها ما ينبغي؟. مشدداً على أن الأمل الكبير في شباب المملكة، وشاباتها، أن يقتدوا بسلفهم الصالح، وأن يكونوا يداً واحدة مع آبائهم، وأسرهم، ومجتمعهم، في التمسك بالدين، وحب الوطن، والولاء لقيادته.
سائلاً الله أن يحفظ مملكتنا الغالية، وقاداتنا، وعلماءنا، ومواطنينا، والمسلمين كافة، من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمعنا على كتابه، وسنة نبيه، فهو سبحانه القادر عليه.