إيَّاكِ إلاَّ الوعدَ لا تخلفي
رفقاً بقلبِ العاشقِ المُدْنفِ
الصيفُ في عينيْكِ أحلى فما
سواكِ يا فاتنتي مصْيَفِي
ألمْ تري جسْمِي براهُ الهوى؟
وهبْتُكِ الرُّوحَ ألمْ تكتفي؟
فانهلَّ من مدْمَعِها زئبقٌ
على بريقٍ يا إلهي الطُفِ
دمْعَاتُها سالتْ على خافقي
جمراً وفكري داخلُ المِعْطَفِ
ساكنةٌ قلبي لظىً في لظى
أسى وعِشْقاً فالجوى في.. وفي..
*****
لله من دمعٍ كوى مهجتي
ومن قوامٍ مثمِرٍ أهْيف
و..مشيّةٍ تعزفُ لحناً أتى
من عبقرٍ يكتبُ لي [أحرفي]!
قريبةُ المقطَفِ لكنَّها
بعيدةٌ عنْ قبْضةِ القاطف
للشَّمسِ في آرابِها أيةٌ
والوردُ أياتٌ على المَرْشَفِ
ما أبعدَ الحُلوَ على المُشتهِي
إذا نوى [ما بالهدى ينتفي]
لها دمٌ حرُّ يجافي [الخنا]
لكنَّه النُّورُ لمنْ يصْطفِي!
*****
قلتُ: ونبضي مرْبكٌ وقْفتِي
.. يا ليت هذا السِّحرَ لم يذرفِ
وليت كلَّ الخلق- دوماً- حِمى
للحُسْن محصوراً على المُرْهَفِ
من أحْزَنَ الحسناءَ؟ من راعها؟
ومن رماها بالضَّنى المُسْرفِ؟
قالت: ففاحَ الكونُ من شذْوِها
كأنَّه وردٌ من الطَّائفِ
يا مبديَ العِشق جنوناً كفى
لم أأْلفِ الزَّيغَ الذي تألَفِ
يُسْهدُني الجورُ جحيماً بلا
ملطَّفٍ من عصْرِنا الأجْوفِ
ويرجفُ الضَّعْفُ على هامتي
ثلجاً مُعيناً سَطوَة المُرْجِف
وهنٌ وظلمٌ كوَّنا ساعراً
إذا خبا أحرقَ ما يختفي
حتَّى متى للبغيِ فتكٌ وما
- رغمَ جموعِ العُرْبِ- من مُسْعِف؟
ما هبَّتِ النَّجدةُ تُصْرَفْ إلى
ما زانَهُ التَّلفيقُ من مُقْرِفِ
وما صحا الضُّوءُ على فيلقٍ
إلاَّ ذوى في بلقعٍ صَفْصَفِ !
خارطةُ الأحياءٍ في حيرةٍ
..مواقعي ضلَّتْ على المُنصِفِ
وخطوةُ الماضين فخرٌ بلا
معنى بخَطْوٍ ضائعٍ زائفِ
يا حيرةَ الدُّنيا بأصحابِها
بئس ذوو الزَّيفِ ومن يقتفي
وبئس من عقَّ يعادي سنى
ليقصيَ الجهلَ عن العارف
*****
سعيُ الخفافيشِ جفا وِجْهَتي
وغفْلةُ الصُّبحِ نفتْ موقفي
وهامةُ التَّاريخِ أضحتْ قوىً
مطموسةً من وطْأةِ المُخْلفِ
لم يسمُ من دان لهَتفِ الونى
إلاَّ إذا عادَ إلى المصْحَفِ
تخشَّبَتْ بعضُ نياتِ الورى
وبعضُها من لهوها لم تفِ
وأرْهبَ الأرضَ – بلا حنكةٍ
تأسْلمٌ عقَّ على الأعْرفِ
والذارعون الخيرَ شتى إذا
تضامنوا خانوا مدى الأحْصَفِ
لا صبْرُهم صبْراً ولا حِلمُهم
حِلْماً لَوِ انحازَ ثرى [الأحنفِ]
من ثمَّ ذاعَ السَّعدُ مسْتجْذِباً
ما شاءَهُ بالجاذبِ الأشْرَفِ
ولم تزلْ ثمَّ رؤى لو مشوا
خُطواتِها أرْدَتْ قُوى الأجنَفِ
ما الحقُّ إلاَّ مسْلَكٌ واحدٌ
نِعْمَ الذي يَمشيه والمُقتفِي
** **
- شعر/ منصور بن دماس مذكور 5-2-1439هـ
dammasmm@gmail.com