«الجزيرة» - سعد العجيبان:
مشهد تاريخي بكل المقاييس.. هو يوم «بألف».. لم تعرفه المملكة من قبل.. مشهد يبعث رسالة بداية «وأد» تشدّد نُفّذ وفق «أجندات» استهدفت «يُسر» الدين ووسطيته واعتداله.. يوم كانت فيه العائلة حاضرة للمرة الأولى في استاد (الجوهرة) بمدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة.. بحضور مُبهج.. مُنضبط.. وراقي.. الرافضون له يرونه ويروجون له على أنه «انحلال».. لا قيمة لهم ولنواياهم.. طالما أنهم سيصطدمون بوسطيين للنخاع.
الملك: متمسكون بالوسطية سبيلاً وبالاعتدال نهجاً
أعاد المشهد التاريخي بالأمس في استاد (الجوهرة) إلى الأذهان.. تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - من منابر عدة.. أن المملكة دولة وسطية معتدلة.. لعل الأقرب كان تحت قبة الشورى في خطابه السنوي قبل شهر.. حين قال - أيده الله -: «تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدما على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر.. بما لا يتعارض مع ثوابتها.. متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك.. معتزين بقيمنا وثوابتنا.. ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه.. ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، وسنحاسب كل من يتجاوز ذلك.. فنحن إن شاء الله حماة الدين وقد شرفنا الله بخدمة الإسلام والمسلمين ونسأله سبحانه السداد والتوفيق».
ولي العهد: سندمرهم اليوم فوراً
كذلك استحضر المشهد بالأمس.. ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - أكتوبر الماضي - حين أكد - حفظه الله - أن المملكة تعود إلى الإسلام المعتدل الوسطي المنفتح على العالم، وسنعود إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان.. مبيناً سموه أن 70 % من الشعب السعودي أعمارهم لا تتجاوز الـ30 سنة.. وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة.. وقد اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية في هذا الشأن.. وسنقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل.. مبدياً سموه أنه لا يعتقد أن ذلك يشكل تحديا.. فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة.. والحق معنا في كل ما نواجه.. وسندمرهم اليوم فوراً».
تفاعل خارج الملعب
المشهد داخل الملعب.. انتقل لخارجه.. فقد تفاعل السعوديون.. مع يومهم التاريخي بحضور العوائل في الملاعب للمرة الأولى.. إذ «أُتخمت» مواقع التواصل الاجتماعي بالمؤيدين والمباركين من الجنسين لهذا الحدث التاريخي المُنضبط.. بل لم تُغفل الوسائل الإعلامية العالمية هذا الحدث.
في حين باركت صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وكيل الهيئة العامة للرياضة للتخطيط والتطوير رئيس الاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية.. بحضورها في مدرجات العوائل باستاد الجوهرة.