سعود عبدالعزيز الجنيدل
كم هو جميل التأثير على كل من حولك، التأثير الإيجابي على الأسرة، الأقارب، الزملاء، الأصدقاء... إلخ.
كذلك التأثير على البيئة التي تعيش، أو تعمل فيها، لتكسر الروتين، وتحييها من جديد، وتبث الروح فيها.
هو سحر، هو فن، هو قدرة، هو توفيق، هو جِينات، هو مَلكة خاصة، حقيقة لا أعرف، ولكن من يملك هذه الإمكانية حقًا هو شخص مميز، يُعَضُّ على معرفته بالنواجذ.
قوة الكاريزما هذه، لا يمكن أن توجد عند كل الناس، وأرى أنها مرتبطة بشخصية المرء، انظر لمن حولك، أرع سمعك للآخرين، هل في حياتك شخص مثل هذا؟ إذا وُجد، تمسك به، فهؤلاء قلة في عالمنا!
ولو رجعنا إلى التاريخ، لكان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو صاحب أكبر شخصية تأثيرية، عرفها بنو البشر، فكما جاء في الهدي القرآني: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، إضافة لما جاء في الكتاب الكريم من توجيهات، مثل قوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ}.
آيات كثيرة تثبت أن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كما وصفه حسان بن ثابت بقوله:
وأحسن منك لم تَر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
شخصية تأثيرية لم يعرف التاريخ مثلها، لعلنا نحاول قدر الاستطاعة قراءة سيرته، لنتعلم أسرار هذه الشخصية الفذة.
وعوداً على بدء، قد نرى مِن حولنا مَن يمتلك شخصية لها كاريزما عالية، يشع التأثير منها على ما يلامسه، يشاهده، على أحوال الأشخاص، وتصرفاتهم، كل هذه تتأثر به، والمكان الجامد الذي لا روح فيه، يتأثر بهذا الشخص، فعلاً شخصية سحرية تتمكن من ترك أثر واضح على محيطه.
في محاولاتنا لاكتشاف مثل هذا الشخص، قد نتعب في البحث، نرهق من التنقيب، هنا وهناك، ولكن وبكل صدق، وأمانة، مثل هؤلاء الأشخاص يستحقون أن نبذل الجهد، من أجل إيجادهم، المهم أن لا نستسلم، ونرمي المنديل.
وإذا عثرنا عليهم، علينا بالتمسك بهم، والتعلم منهم، فهم كنز حقيقي، لا يُقدر بثمن، هؤلاء هم من يستطيعون إسعادنا، وإدخال السرور على قلوبنا، وجعلنا مبدعين، مبتكرين.
ولا ننس أثناء رحلتنا للعثور على هؤلاء أن نتحلى بصفات عدة، يلخصها قول الشاعر:
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ
فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
فالصفات الكريمة، والأخلاق الرفيعة، من أسرار الشخصية الكاريزمية التأثيرية التي تجعلنا نؤثر على من حولنا، فجدير بنا التحلي بها.