«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
تشهد مختلف البيوت في المملكة والخليج وحتى بعض الدول العربية التي تصادف إجازة منتصف العام الدراسي فيها خلال هذه الأيام حركة نشطة استعدادا للسفر وقضاء جزء من أيام الإجازة في مدن أخرى داخل المملكة أو خارجها. ولا شك أن الإجازة للطلاب والطالبات وحتى الأسر والعائلات باتت مطلبا ضروريا بعد شهور من الدراسة ومن حق الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور أن يأخذوا قسطا من الراحة ويتنفسون الصعداء بعد متاعب الحياة الدراسية اليومية التي هي وليدة الروتين اليومي المعتاد.
ومن هنا باتت الإجازة هي نوعا من الراحة والاسترخاء وحتى الاستمتاع والترفيه وتغيير الروتين والجو سواء أكان من خلال السفر أو متابعة الأنشطة والفعاليات الترفيهية والسياحية المختلفة.
وبالأمس القريب نشرت «الجزيرة» وغيرها من صحفنا المحلية ووسائل الإعلام تقريرا إعلاميا عن: انطلاق فعاليات مهرجانات إجازة منتصف العام الدراسي 1439هـ، التي تبدأ نهاية هذا الأسبوع وتستمر لمدة عشرة أيام، انطلاق أكثر من 50 مهرجاناً وفعالية سياحية في مختلف مناطق المملكة.
وأنهت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وشركاؤها في مجالس التنمية السياحية واللجان السياحية في مناطق المملكة الإعداد لهذه المهرجانات والتي تتضمن فعاليات متنوعة من برامج سياحية وتراثية وثقافية واجتماعية وبيئية وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع، وتشمل مهرجانات تسويقية وصحراوية، وأخرى خاصة بالمنتجات الزراعية والحرف اليدوية للمناطق.
وكم هو جميل أن تهتم مناطقنا ومحافظاتنا بتوفير المناخات المناسبة لإغراء المواطن والمقيم على حد سواء باستغلال جزء من أيام هذه الإجازة في مشاهدة هذه المهرجانات وتلك الفعاليات أوحتى القيام بزيارة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة أو المدينة المنورة للعمرة والزيارة أوحتى القيام بمشاهدة مناطق ومحافظات المملكة التي شهدت في السنوات الأخيرة تنمية متطورة باتت جاذبة لزيارتها ومشاهدة آثارها وما تزخر به متاحفها العامة والخاصة من مقتنيات.
والحق أن آثارنا ومنتجعاتنا باتت تشكل في السنوات الأخيرة نقطة جذب لمشاهدتها والتعرف على ما تشتمل عليه من آثار ومقتنيات نادرة جديرة بالمشاهدة كما في متحف المصمك. أو دارة الملك عبد العزيز.او معرض شركة أرامكو السعودية أو حتى مركز إثراء بالظهران أوحتى المتاحف الخاصة وهي باتت منتشرة داخل المدن.
كذلك يشكل السفر داخل مدن المملكة هو الآخر فرصة كبيرة لقضاء أيام من إجازة منتصف العام في مشاهدة المناظر الخلابة في المنطقة الجنوبية خاصة في أبها والنماص ورجال ألمع والباحة والقرعا والسوده ونجران وجازان في بلادنا والحق يقال مناطق ومواقع خرافية قد لايصدقها من شاهد صورها في صحفنا المحلية أوعبر البرامج التفزيونية. ولكنها موجودة في الواقع بصورة مثيرة ومدهشة ولا يمكن أن ننسى مناطق الشمال وعلى الأخص مدائن صالح وفي الشرقية التي باتت جاذبة وعلى الأخص شواطىء العقير وسلوى والتبضع من أسواق الأحساء التاريخية والقديمة كسوق القيصرية الشهير أو الأسواق الشعبية ومشاهدة مهرجانها السنوي «تمر الحسا احلى» كذلك من الجميل زيارة القصيم ومشاهدة مهرجاناتها.
وهاهي مختلف الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى باتت تقدم برامج ترفيهية وتسويقية ممتعة. استطاعت هي الأخرى أن تساهم في أخذ نسبة كبيرة من المواطنين والمقيمين وحتى الزوار من الدول المجاورة كما هو الحال في المجمعات بالشرقية والأحساء حيث تشهد إقبالا كبيرا عليها من أبناء الدول الخليجية المجاورة كالكويت والبحرين والإمارات. وبلادنا في العقود الأخيرة أخذت مكانتها تحت الشمس بفضل ما تبذله الدولة من جهد يفوق الوصف تظهره المعالم الشامخة والمشاريع العملاقة التي تتحدث عن نفسها. ومرحبة بكل زائر لها من الداخل أو الخارج.
إن توسعة الحرمين الشريفين والتي ضخت فيها المليارات من الريالات جعلتها إنجازا وإعجازا في ذات الوقت ومحط تقدير كل معتمر وحاج أو حتى زائر عابر. فأهلا بالجميع في وطن الخير خلال أيام الإجازة وغيرها فلن يجد في بلادنا إلا كل خير.