محمد بن علي الشهري
قد تلتمس العذر للفريق عندما لا يؤدي أداءاً مقنعاً يتماشى مع ما يمتلكه من مقومات في حال عدم وجود الجهاز الفني الكفء مثلاً، وقد تجد له العذر في حال وجود الجهاز الفني المتمكن ولكنها لا تتوفر له الأدوات العناصرية التي تساعده على ترجمة أفكاره الخططية والتكتيكية بالشكل المطلوب.. ولكن أن تجتمع سوء التدابير الفنية مع سوء أداء اللاعبين، فهذه معضلة لن تجد لها أي أعذار، وهو ما يحدث في الهلال مؤخراً.. رغم أن اللاعبين جميعهم من الدوليين، والجهاز الفني عالمي؟!.
النقاط تتسرب من حساب الفريق كما يتسرب الماء من بين الأصابع، والوضع الأدائي بشكل عام لا يوحي بأن ثمة من التدابير الفنية والعناصرية ما يبعث على الطمأنينة بقدرة الفريق في الحفاظ على لقبه في ظل تقارب الفارق النقطي بينه وبين منافسيه، هذا عدا الرغبة القوية والواضحة للفرق المنافسة على الإطاحة به على اعتبار أنها ليست أقل شأناً من الفرق الضعيفة (مع كامل الاحترام) لها، التي نالت نصيبها من النقاط الزرقاء بكل يسر وسهولة؟!.
قلنا مراراً وتكراراً، وهو ما أثبتته الأيام أن الاستحواذ، إن لم يؤدي إلى (أهداف) فهو مثل عدمه، وقد يتحول إلى (فخ) يُلدغ الفريق عن طريقه كما حدث مؤخراً.. هذا عدا أن لنجاعة الاستحواذ شروطها الأساسية والمرعيّة منها: سلامة التمرير، إتقان التسليم والاستلام، القدرة على عدم تمكين المنافس الذي تعتمد طريقة لعبه على الهجمات المعاكسة من قطع الكرة، وهذه المتطلبات غير متوفرة حالياً في الجانب الهلالي ولاسيما في ظل (الهزال) الهجومي، فضلاً عن (تراخي وبرود) عناصر خط الوسط المتأخر بقيادة (سلمان الفرج)؟!.
يبدو لي والله أعلم أن السيد رامون دياز لا يلقي بالاً، ولا يهتم لمعرفة أساليب لعب الفرق المقابلة، ومنها التزام الانضباطية واستنهاض مكامن الجديّة والحماس في نفوس لاعبيها، على اعتبار أنها من الميزات القادرة على فرض التفوق في الأداء على فلسفات الأسماء اللامعة.. لذلك هم يتركون معظم مساحات الملعب لدياز وفريقه يركضون فيها كيفما يشاءون، ومن كرة أو كرتين يحصلون على مبتغاهم من المباراة بأقل جهد، ثم يذهبون إلى حال سبيلهم، تاركين لهواة الاستحواذ الذي لا يؤكل خبزاً استحواذهم؟!.
المؤجلات التي كانت بمثابة الرصيد في حسابات (الغُشم) ذهبت بخيرها وشرها في الوقت المناسب وإلى غير رجعة، وبذلك أضحت الأمور واضحة تماماً من حيث المتطلبات وكيفية التعامل مع المتبقي من مواجهات، أي بقيت حقيقة: (إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب)، إن كانت بقيت في كنانة دياز وفريقه بقيّة من (صرفة) أو قدراً من إحساس بالمسؤولية، أو حتى (ذرّة) من غيرة، وهنا مربط الفرس؟!.
بيت القصيد:
(.. ولم أرى في طباع الناس عيبا
كعيب القادرين على التمام)