حينما نشعر أننا أبناء هذا الوطن الكريم نستشعر الولاء والانتماء والمواطنة الحقة لهذا الكيان وأن علينا واجب الخدمة والعطاء له، وقد تعلمنا ونلنا الشهادات العلياء لنقدم للوطن حقه علينا من الخدمة يملؤنا الطموح والحماس للعمل في قطاعات الوطن لأن خدمة الوطن من خلال أبنائه ترسخ مفاهيم ثقافة المواطنة واستحضار قيمها واستنهاض العمل لأجلها، وهي من القيم الوطنية التي يجب أن نرسخها في أبناء وبنات الوطن، فبعد أن تكبدن التعب سنوات الدراسة في مختلف التخصص فإنَّ بنات الوطن من الخريجات لازلن ينتظرن الاستفادة منهن وهن يبحثن عن الوظيفة التي هي من الحقوق المشروعة لهن في زمن العمل والكسب.
إنني أعرض على المسؤولين الحالة التي تمر بها منذ سنوات عدة وهي تلك الاشكالية التي تتمثل في توفير الوظيفة التي تتناسب مع تخصصات خريجاتنا التي أصبحت هدفا كل خريجة لها طموح لخدمة الوطن، ونحن نعلم ان نسبة الخريجات العاطلات نسبة لا يستهان بها والمدة طالت أكثر مما يجب.
أود من أصحاب الشأن في مجال التوظيف سواء في القطاع العام أو الخاص التدخل، فقد مرت سنوات ومدة كافية لإيجاد حل فكل وزارة عليها دور في حل المشكلة، فهناك عجز في الموظفات في كثير من الوزارات كالتعليم مثلا فأغلب المعلمات وصلن إلى أربع وعشرين حصة مع الاحتياط، والحل هو الاستفادة من آلاف الخريجات الجاهزات للعمل كمعلمات نود ان تبحث هذه الوزارات عن إيجاد الحل، ان بنات هذا الوطن يتميزن بالكفاءات والطموح العالي وهن بأمس الحاجة للعمل في زمن غلاء المعيشة وقلة الفرص الوظيفية للشباب. والسؤال الآن هو ما مصير خريجاتنا وكيف الطريقة للاستفادة منهن؟ علما بأن أغلب الخريجات لا يستطعن العمل في القطاع الخاص، وذلك بسبب تدني الرواتب التي لا تفي باحتياجاتهن وأسرهن، كما أن البعض منهن تمنعهن ظروفهن الخاصة من العمل في تلك القطاعات كرعاية أسرهن أو بيئة العمل نفسه.
في الختام أتمنى النظر في هذا الموضوع والبحث عن طرق جديدة للتوظيف في القطاعات العامة أو الخاصة لكي نستوعب تلك الأعداد الكبيرة من الخريجات الجديدات والله الموفق.
** **
- مناير الروقي