كتب - سامي اليوسف:
قدم الهلال والاتحاد، كعادتهما، واحدة من أجمل مباريات الدوري السعودي، وأعادا المتعة والإثارة والحماسة للكرة في الملعب وللجماهير في المدرج، وسجل: علي الحبسي ومحمد جحفلي من الهلال، وفواز القرني وفهد المولد من الاتحاد «أجمل» حضور، بينما سجل طاقم التحكيم الصربي ميلوراد ماجيتش «أسوأ» حضور تحكيمي للصافرة الأجنبية بتأثيره على نتيجة ومجرى المباراة، وحتى تداخله في اللعب.
أوفى «الكلاسيكو» بوعوده مستوى ونتيجةً وحضورًا جماهيرياً، وأثبت الهلال والاتحاد مجددًا أنهما على قمة هرم المنافسة المحلية، وأن مواجهتهما هي المواجهة الأقوى، والأفضل، والأكثر جماهيرية، وهي من تستحق بالفعل مسمى «كلاسيكو» الكرة السعودية، وما دونهما من مواجهات لا ترقى لهذا المسمى.
الحضور النسائي
وألهبت أحداث المباراة في شوطيها أكف (26602) مشجع ومشجعة ازدان بهم المدرج في أول حضور رسمي للعائلة السعودية على استاد الملك فهد في مباريات الدوري بعد قرار تاريخي تفاعل معه الجميع، وقد سبق ملعب «الجوهرة» نظيره «الدرة» في استقبال مشجعات النادي الأهلي في المواجهة التي كسبها «الراقي» لعباً ونتيجة بخماسية بيضاء أمام الباطن.
المشجعات من مواطنات ومقيمات حضرن باكرًا لأخذ مواقعهن المحددة من رابطة المحترفين قبيل انطلاقة المباراتين بوقتٍ كافٍ، واصطحبن الأبناء، والبعض منهن كن برفقة أزواجهن وسط تنظيم جيد شهد انسيابية عند الدخول والخروج، وفي المجمل جاء الحضور مشجعاً، وتفاعلت المشجعات مع أحداث المباراتين وأهازيج روابط الأهلي والهلال والاتحاد، ولم تسجل أية حالات خروج عن النص، كما أن مخرجيّ المباراتين لم يركزا كثيرًا على تصيد لقطات خارجة عن المألوف، ولم يلمس المتلقي ترصد المخرجان لإخراج هذا الحضور عن سياقه وضوابطه.
الحضور النسائي تناولته الصحافة والمواقع الإخبارية العالمية مثل نيويورك تايمز والإندبندنت والغارديان البريطانيتين ودويتش فيليه الألمانية بمزيدٍ من الاهتمام وبكثير من الإشادة واصفةً إياها بالنقلة النوعية، والخطوة الأولى التي سوف تتبعها خطوات أخرى لا تقل عنها.
وكانت اللقطة الأطرف أو الأغرب لزوج وزوجته حضرا للمباراة مع طفلهما الرضيع في ظل الأجواء الباردة.
تعادل مقنع
يكاد التعادل يكون مقنعاً لطرفي المواجهة قياساً على الكم الوافر من الفرص المحققة والمهدرة من جهة، والأخطاء التحكيمية المؤثرة على الفريقين، وطريقة أداء الفريقين.
وعبّر الجمهور الهلالي عن حنقه من الطريقة التي بدأ بها مدربه رامون دياز المباراة باللعب بثلاثة مدافعين وتفريغ الوسط للاتحاد الذي نشط لاعبوه فيه، وفرط بفوز عريض في الشوط الأول وكان مهاجمه العكايشي مثار سخط المدرج الاتحادي وتندر المدرج الهلالي بأدائه الضعيف، في حين استبسل الحارس العماني الدولي علي الحبسي وقدم واحدة من أفضل مبارياته، وكان سدًا منيعاً كحارس وليبرو في وجه الهجمات الاتحادية الخطرة.
ظهر الشوط الأول اتحادياً خالصاً في ملامحه وفرّط «العميد» بتقدم عريض، وقف الحبسي تارة وجحفلي تارة أخرى حائلاً دون اهتزاز الشباك الهلالية، وفي الشوط الثاني عدّل دياز من وضع فريقه الفني بعد تغيير طريقته واشراك كنو بديلاً للمصاب هوساوي، ثم الزج بالخبير الشلهوب عوضاً عن ميليسي، بينما كبرت مساحة الاستغراب لدى جمهور «الزعيم» حول أداء ريفاس الذي امتاز بالبطء في ردة الفعل، وتفاوت أداء سالم على مدار الشوطين، ومازال المدافع الحافظ خارج دائرة إقناع هذا الجمهور المثقف كروياً بسبب أخطائه المؤثرة.
ويضع الهلاليون أيديهم على قلوبهم خوفاً من فقدان المهاجم السوري عمر خربيين إلى نهاية الموسم بعد الإصابة التي تعرض لها في الساق وغادر الملعب بسببها.
في المقابل، كان الحارس فواز القرني مصدر ثقة واطمئنان وعامل قوة لزملائه وجماهير فريقه بتصديه لغير كرة هلالية خطرة، أو هدف محقق، وحضر فلانويفا كعادته وشكّل عنصر تفوق لفريقه في وسط الميدان، وتفوق فهد المولد في الشوط الثاني في أكثر من مواجهة على مدافعي الهلال بفضل سرعته وردة فعله ولكن وقف له جحفلي بالمرصاد في انفراداته «وجهاً لوجه» في الشوط الثاني، ووضح تأثر كهربا من اصابته.
أسوأ تحكيم
وبالعودة إلى التحكيم، فإن الطاقم الصربي بقيادة ميلوراد ماجيتش فشل في إدارة الكلاسيكو بنجاح على الرغم من توفر عوامل النجاح له، والتي يأتي من أبرزها تعاون اللاعبين، إلا أنه تساهل في الشوط الأول تحديدًا مع المخاشنات ولم ينذر في غير حالة كانت تستوجب الإنذار، وراح ضحية الألعاب الخشنة المهاجم خريبين الذي غادر المباراة باكرًا.
ولم يحسن الصربي إحكام سيطرته على أجواء المباراة، وتداخل غير مرة في اللعب، ولم يضبط مساعدوه حالات التسلل بنجاح، وغاب القرار عن تجاوز الكرة الهلالية لخط المرمى الاتحادي، ولم ينصف الاتحاد باحتساب ركلة جزاء صريحة للمولد في الشوط الثاني.
ويحضر السؤال المعتاد في مثل حالات هذا الحضور الضعيف: كيف عاد هذا الحكم السيئ للتحكيم في ملاعبنا؟، وما هي آلية اختيار الحكم الأجنبي؟!.