رقية سليمان الهويريني
قبل عدة سنوات راودتني فكرة تقليل عدد أرغفة الخبز في الكيس المحدد بوزن معلوم وسعر مقيد بريال واحد، باعتبار أن ثمانية أرغفة خبز في كيس واحد تعد وفيرة مما يتسبب بهدرها في صورة مفزعة حيث يتم التخلص منها بطريقة مستفزة سواء برميها أو وضعها للحيوانات والطيور، حين نعلم أن شراء الخبز يومياً هو عادة الأسرة السعودية! لأن صلاحيته التخزينية الافتراضية قصيرة مما يتطلب الاستهلاك الفوري، أو حفظه في مكان بارد أو مجمد وإعادة تسخينه وتناوله لمرة واحدة فقط بافتراض فرط الوعي!
والحق أنني عدلت حينها عن الفكرة حين أدركت أن ثمانية أرغفة قد لا تكفي أفراد الأسرة الكبيرة! ولكنني فوجئت مؤخراً برفع سعر كيس خبز البر إلى ريالين نظامياً في بعض المخابز! مما جعلني أعيد طرح الفكرة مجدداً بإبقاء سعر الخبز بريال واحد مقابل نص الكمية منعاً للهدر! بل وأذهب لأكثر من ذلك، وهو إمكانية شراء رغيف واحد بربع ريال مثلاً، طالما توفرت العملة المعدنية حالياً وتم تفعيلها، وهذا يتطلب قيام الجهات المعنية بسن تشريع جديد للتسعير والمراقبة المستمرة، بدلاً من عدم الإسهام الفعلي لمعالجة الهدر في الخبز، والبطء بتوعية المجتمع لاستخدام سياسة التقنين ونشر ثقافة الشراء حسب الحاجة كي نتحول من مجتمع استهلاكي بلا وعي إلى مجتمع ناضج ومسؤول.
إن التوفير المادي من عائد الفرق في الكمية حينما يبنى على الاحتياج الفعلي يعود أثره على الفرد والمجتمع، ويسهم بالمحافظة على النعمة كيلا نفقدها، ويصب في خانة الشكر العملي، ويحد من ظاهرة الإسراف والتبذير المهدد للأمن الغذائي الضروري للبقاء الوجودي.