إبراهيم عبدالله العمار
هل تحاول أن تكون ذا شخصية جذابة؟ الجاذبية الشخصية علمٌ كما تقول أوليفيا فوكس في كتابها «خرافة الكاريزما» والذي فصّلت فيه عن الجاذبية وكيف يكتسبها الشخص، غير أن من أبرز ما ذكرتْه أنك لا يمكن أن تكون جذاباً بالكلام فقط، بل يجب أن تتقن لغة الجسد.
إن الكلام يذهب للجانب العقلاني من مخ الناس، أما لغة الجسد فتؤثّر على الجانب المشاعري، وجانب المشاعر أقوى، وعن ذلك يقول خبير التجارة آلان وايس: المنطق يجعل الناس يفكرون، أما المشاعر فتجعلهم يفعلون. إذا توافق الاثنان فإن الرسالة اللا كلامية تقوّي الكلامية، أما إذا تضادا فإن اللا كلامية (أي لغة الجسد) هي التي تغلب، واعلم أن الخطبة المَعيبة التي يرافقها لغة جسد قوية أفضل تأثيراً من كلام جميل بلغة جسد رديئة.
في بعض الأحيان طريقة إيصال الرسالة أقوى أثراً من الرسالة نفسها، ومما يدعم ذلك بحث مفصّل وجد أن إبلاغ الموظفين بتقييمات سلبية مع أداء المدير للغة جسد إيجابية جعل الموظفين يتلقون الخبر أفضل بكثير ممن تلقوها بلغة سلبية. إننا نتفاعل بشكل أقوى مع لغة الجسد في حالات المواقف المهمة بكثير، والسبب: في هذه المواقف تشتغل ردة فعل الخطر، وهي لا تستوعب الكلمات أو الأفكار بسهولة وإنما تركّز على لغة الجسد. مرة أخرى، لاحظ هاتين الكلمتين: لغة الجسد. إنها خاصة مهمة للقائد، فلغة جسد القائد أو المدير.. إلخ تنتشر بسرعة فيما يُسمى العدوى الشعورية، وهذا يعني أن الجذابين لديهم القدرة أن «يُعدوا» غيرهم بلغة الجسد، فإذا تحدث القائد مع مرؤوسيه بلغة جسد سلبية انتشر هذا بينهم بعد أن تلقت عقولهم الرسالة اللا كلامية، فإذا كان متوتراً غاضباً كانت الرسالة سلبية وأثّر هذا سلبياً، لكن إذا كان إيجابياً فإنه يرفع معنويات المرؤوسين وأداءهم، بل حتى نظرتهم لكفاءة المدير تصبح إيجابية. إنه ينتشر كالتفاعل المتسلسل.