من هم مضطربو التعلم؟..
وإلى متى هذا الاضطراب؟..
تعتبر اضطرابات التعلم من الإعاقات البسيطة أو الخفية والتي يقصد بها أولئك الذين يمرون بخبرات دراسية فاشلة بشكل متكرر في البيئة المدرسية، فالمدارس العامة وخاصة الابتدائية تحوي بين جدرانها العديد من الطلاب الذين لا يستفيدون بشكل مناسب من البرامج التربوية التي تقدم لهم في فصولهم، وذلك إما لعجز أو قصور في قدراتهم التحصيلية أو العقلية أو لمعاناتهم من بعض الأنماط السلوكية التي تحول دون تعليمهم مما يترتب عليها مشاكل في جوانب الدراسة والتحصيل، مما يؤدي إلى رسوبهم ومن ثم استبعادهم من تلك المدارس!!.
عادة ما يصنف هؤلاء الطلاب على أنهم ذوو صعوبات التعلم أو التربية الفكرية القابلون للتعلم أو مضطربون سلوكياً، رغم أن التعريف الخاص بكل واحدة من هذه الفئات الثلاث يضع الحدود والأبعاد التي تفرق بين بعضها البعض إلا أن مجموعها يشير إلى تداخل بين الخصائص الشائعة لديهم.
فمن الجدير بالذكر أنه من غير المحتمل بالنسبة لأولئك الطلاب المعرضين لخطر اضطرابات التعلم أن يتم تشخيصهم قبل أن يختبروا الفشل الأكاديمي. وفي هذا الإطار فإننا نرى بالرجوع إلى السلوك الراهن لأولئك الأطفال، وخصائصهم التي ترتبط بالتعلم.
هذا ويتباين خطر التعرض لاضطراب التعلم على امتداد العديد من الأبعاد المتعددة، وهو ما يعني أن العوامل التي يكون من شأنها أن تثير خطر التعرض لتلك الاضطرابات هي في الواقع تلك العوامل التي تزيد من مخاطر التعرض للإعاقات الأخرى أيضاً.
فعلى سبيل المثال من العوامل الخفية لدى الكثير من الآباء هي سوء المسكن الذي يعيش فيه الطفل له ارتباط وثيق بحالة خطيرة تصيب الأطفال هي حالة التسمم بالرصاص والرصاص المادة الكيميائية التي توجد عادة في طلاء المنازل القديمة والمتهتكة كما توجد في بعض الأصباغ المستخدمة في الألعاب القديمة، وقد يصل التسمم للطفل عن طريق اللمس أو استنشاق غبار يحتوي على الرصاص فيسبب اضطراباً في الجهاز العصبي يضعف قدرات الطفل على التركيز والإدراك وتآزر القدرات اللغوية والحركية.
أيضا انخفاض مستوى الأسرة الاجتماعي قد يسبب أن يعيش الطفل في بيئة محدودة نادراً ما يتعرض فيها إلى المادة المقروءة أو المكتوبة أو إلى مثيرات حسية وإدراكية التي تساعده على اكتساب خبرات جديدة وغيرها من العوامل البيئية التي طالما كانت سبباً في تبدل جو الأسرة وتشنج الحياة في داخلها.
لذلك يعتبر (الحرمان البيئي) والأمية لونان من ألوان الإعاقة الخفية التي يجهلها كثير من الأسر وتكرس العجز الحقيقي عن مسايرة الركب التعليمي وتجعل الأسرة تعيش عالة أمية على الآخرين.
وسبل التخلص من هذه الإعاقة والحرمان يسيرة، لكنها تتطلب تظافر الجهود وتكثيفها، وبناء جسور التعليم (الإجباري الشامل) ليستفيد الجميع من الإمكانات المتاحة لبناء الإنسان المعاصر والارتقاء به.
وبرامج التعليم الشامل لهذه الفئات ينبغي أن تنطلق من أهمية التعليم ودور الوعي في رقي هذه الأمة وانتشال شبح الحرمان البيئي من أحضان كافة أفراد المجتمع.