ترتبط المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -، والمملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والعادات والتقاليد. حيث تتميز العلاقات بأعلى مستويات التوافق السياسي والاقتصادي، والنهوض بالعلاقات بين الشعبين الشقيقين لأقصى درجات الترابط وتحقيق قفزات كبيرة بفضل الرعاية الكريمة من قائدي البلدين - حفظهما الله -. وتتمتع الشقيقتان المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية، بعلاقات ودية أخوية صهرتها الاهتمامات المشتركة والمصالح المتبادلة وروابط حسن الجوار وأخوة وأمن واستقرار ومصالح مشتركة.
تُتوج العلاقات بين البلدين بقيمة الاستثمارات السعودية في الأردن التي بلغت نحو 10 مليارات دولار، في قطاعات النقل والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري وقطاع الإنشاءات السياحية، قوة هذه العلاقات ومكانتها، عدا عن وجود ما يزيد على أربعة آلاف طالب سعودي يلتحقون في الجامعات الأردنية المختلفة، ونحو مليون و500 ألف سعودي زاروا الأردن خلال العام 2015 وهذا الرقم يتجه للأعلى، حيث الأردن وجهة السياح السعوديين الذين يمثلون حوالي 50% من إجمالي عدد السياح، ويتمتع الأردن بالأمن والأمان والاستقرار في ظل الظروف غير المواتية.
إن إسهامات الصندوق السعودي للتنمية مشهود له في الاقتصاد العالمي، وحتى نهاية عام 2015 قدم الصندوق 47 مليار ريال في مجال المساعدات التنموية بتمويل 578 مشروعاً وبرنامجًا تنمويًا في مختلف الدول في البنية التحتية والمشاريع التنموية، الأردن الشقيق من الدول التي حظيت بالدعم والمنح بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظة الله -، ولعل آخر المنح هو توقيع اتفاقيات عطاءات تنفيذ الطريق الصحراوي الممول بمنحة وقرض ميسر من الصندوق السعودي للتنمية، والذي سيتم تنفيذه من قِبل مقاولي ثلاثة ائتلافات سعودية / أردنية، بحجم تمويل يصل إلى 224 مليون دولار وذلك خلال عشرين شهراً. وفي نهاية عام 2017 تكون المملكة العربية السعودية ممثله بالصندوق السعودي للتنمية، قد خصصت ملياراً و470 مليون دولار للمشاريع التنموية في الأردن الشقيق.
القروض والمنح للأردن الشقيق سوف تستمر وتتزايد في مجالات التربية والتعليم وإنشاء المدارس وكذلك مشاريع الصحة، خاصة توسعة مستشفى البشير، وإعادة تأهيل قسم الطوارئ ومشروع مستشفى الأميرة بسمة الذي سيتم وضع حجر الأساس قريباً، إضافةً إلى ذلك سيتم التوقيع خلال الأشهر القادمة على عقد المقاول لمشروع مستشفى الأميرة بسمة في أربد، وتوقيع مذكرة بقيمة 60 مليون دولار لتنفيذ تقاطعات مرورية بقيمة 60 مليون دولار.
كم نحن فخورون بهدف الصندوق السعودي للتنمية، والمتمثل في تمويل المشاريع الإنمائية في الدول النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول، وتقديم منح للمعونة الفنية لتمويل الدراسات والدعم المؤسسي، وفي تقديم التمويل والضمان للصادرات الوطنية غير النفطية. ومع «رؤية المملكة 2030» أصبح الصندوق تحت إشراف مجلس الشؤون الاقتصادية، وهذا سيحقق الكثير من الدعم والتوجيه الخاص بتحقيق «رؤية المملكة 2030». حمى الله بلادنا وأهلها وقائدها وأمنها وجيشها من كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وأدام علينا نعمة الإسلام، وأدام الله عليها خدمة الحرمين الشريفين، إنه سبحانه كريم قريب مجيب الدعوات.