قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} صدق الله العظيم. يتخلل العلاقات بأنواعها في شتى مجالات الحياة مشكلات ومنغصات لا حصر لها بل وتتقلب تلك «المشكلات والمنغصات» مع تقلب الظروف والمصالح، أنا أود أن أبدي وجهة نظري عن مستوى النطاق الأخلاقي الذي ظهر جلياً في كثير ممّا يتعلق بخلافات حدثت في الآونة الأخيرة.
ممّا يثير الحفيظة ونحن كأمة إسلامية واحدة بغض النظر عن أي خلافات بين حكوماتنا، أمرنا الله سبحانه وتعالى بالخلق الحسن، لكن نجد تهافت الكثير على محاولة إثارة الفتن وتبديد الكراهية إلى حد المقت بين الكثير من الأفراد ليس هذا فحسب بل أوصلت الكراهية معظمنا إلى النفاق أي إلى حد الفجور عند الخصام وهو من أحد صفات المنافقين.
ففيما يتعلق بكثير من القضايا الحديثة، قرأت الكثير من المقالات التي يتضمنها الرجعية في انتقاء الألفاظ (سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي أو في الصحف وغيرها) للتعبير عن غضبهم تجاه أمور لا دخل لهم بها فبالرغم من سوء انتقاء الألفاظ يزيدون على ذلك بأنهم يهرفون بما لا يعرفون.
لكن مهلاً! النطاق الأخلاقي هو من أهم النطاقات منذ أن ذرأ الله الأرض ومن عليها ونعرف حق المعرفة بأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
كما ذكر أحد شيوخنا الفضلاء في أحد برامجه الدينية الشهيرة أكثر من نصف آيات القرآن الكريم في الحياة والأخلاقيات وآيات العبادة10 % فقط.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ» الألد الشديد اللدد أي الجدال، مشتق من اللديدين وهما صفحتا العنق، والمعنى أنه من أي جانب أخذ من الخصومة قوي، والفجور في الخصومة يؤدي إلى الكثير من الأشياء التي تؤدي إلى انحطاط أخلاقيات المرء.
قال أحمد شوقي عن أهمية الأخلاق: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا