هالة الناصر
قبل أيام، قام أحدهم باجتزاء مقطع مصور، لا لهدف يذكر سوى الإساءة لشخص بريء لا يعلم بأن حكاية قالها في مجلس ستصبح بابا للتندر والإساءة الظالمة لشخصه الكريم دون وجه حق، حيث قام الجاني - وأسميه جانيا نظرا لأنه كذلك - بقطع المقطع بحيث يبدو المتحدث وكأنه يقول بأن البعير تكلم معه، انتشر المقطع انتشار النار في الهشيم حاملا معه الكثير من التعليقات الجارحة والمسيئة للمتحدث البريء، تعليقات تفتقد في أغلبها إلى تحكيم العقل والتريث الذي هو من سمات الإنسان العاقل، حيث يتضح من المقطع بأن هناك خللا ما، إذ لا يعقل أن يتحدث هذا الرجل وهو يعلم بوجود التصوير، ليتضح فيما بعد بأن المتحدث كان يقصد رجلا يقال له البعير، ليشعر الكثير من المتعجلين بإرسال هذا المقطع ومعه التعليقات الجارحة بالكثير من الندم كونهم أساءوا لشخص بريء، كثير من المقاطع يتم تداولها في مجتمعنا لا هدف منها غير نشر الفضيحة والإساءة وكأن لنا ثأرا مع صاحب المقطع، بل حتى صاحب الثأر لايسمح له الضمير بنشر فضيحة غريمه عبر منصات التواصل الاجتماعي، بينما لو اتفق الجميع على إيقاف نشر مقاطع الفضائح والإساءة لتوقف هذا السعار المخيف في كشف ستر إنسان لافائدة من فضحه على رؤوس الأشهاد، هذا غير نشر المقاطع المصورة التي تعتمد على التأويل والمزايدة بغرض الإساءة لنجم مشهور أو شخص معروف كما حصل لذلك الشاعر الذي صوره صديقه وهو يمازح عاملا لديه بأسلوب يتضح معه بأن الأمر لا يعدو كونه سوى مزاح واضح من طريقة حديث ذلك الشاعر وحركاته، وهناك آلاف المقاطع المصورة التي ساهمنا في الإساءة لأصحابها بسرعة تداولها قبل تحكيم عقولنا أو ضمائرنا، المقاطع الفضائحية التي لا تحمل في محتواها سوى الإساءة للأشخاص وعوائلهم يتم تداولها في مجتمعنا بنهم وتشفي يدعو للخوف والحذر والعيش في مجتمع يبحث أغلبه عن فضيحة يقوم بتصويرها أو مشهد يتم تأويله وتداوله بسرعة البرق، لم أكن أصدق سرعة التداول إلا بعد أن شاهدت حادث سير على الطبيعة لم تمر ساعة زمن إلا ويأتيني في مقطع مصور وهو لا يعدو كونه سوى حادث سير عابر، الذي يحدث في مجتمعنا أمر مخيف يدعو لسرعة سن قوانين تحد من هذا النهم نحو التشهير والتفضيح!