ثامر بن فهد السعيد
منذ أن ابتكرت وسائل التواصل الاجتماعي بمنصاتها الثمانية الأكثر شهرة وتأثير وهي تصنع نجوماً ومؤثرين جدد لكل المجتمعات وفي أحياناً أخرى تسقط نجوماً اعتاد عليهم الناس والجمهور بصورة نمطية واحدة يغلبها مثلاً الجد في الأخبار أو الكوميديا للأدوار التي يقومون بها أو الدراما والحزن لنفس السبب وكل نجم من هؤلاء النجوم أصبح يغلب عليه الطابع الذي اعتاد عليه الناس وزرع في أذهان المتلقين, هذه القوالب التي يوضع فيها المؤثرين والمشاهير في السابق كانت تتطلب منهم شجاعة ليغيروا أدوارهم فالمتجهم يبقى متجهماً والباسم يبقى باسماً حتى يأتي بالشجاعة الكافية لتغيير دوره.
خلقت وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً للتعاطي المباشر بالجمهور والذي بدوره خلق ردة فعل تجاه المشاهير أو المؤثرين تفاعلاً مع شخصياتهم الطبيعية ولأن التواصل الدائم لا يمكن تصنعه ظهر الكثير على حقيقته وشخصيته. ما يحدث مع المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يماثل إلى حد كبير ما كان يحدث في برامج تلفزيون الواقع بالأعلام التقليدي الناس والجمهور بطبيعتهم يرغبون أن يعيشوا ويتابعوا حياة المشاهير ومن تعجبهم أدوارهم، لذلك حصدت برامج تلفزيون الواقع في أوقات مضت نجاحات كبيرة وصنعت نجوما سواء في التمثيل، الشعر، الغناء وغيرها من التخصصات. دائماً عند البدايات ومع الإقبال الكبير يظهر اندفاع في التوجه وهذا ما حدث مع المؤثرين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي الجدد وهذا في حقيقة الأمر صنعه المتابعون أنفسهم من دافع الفضول وتمضية الوقت لم يكن غنى المحتوى سبباً في التأثير أو الشهرة إلا ما ندر وهذه طبيعة البدايات. قبل حادثة دبلن التي حاولت فيها المؤثرة تسول غرفة للإقامة مقابل إعلان ومقابلتها بالرفض كانت هناك حملة لحظر المؤثرين ذوي المحتوى الفارغ الذي يغلبه المتاجرة والإعلانات مثل هذه الحملة سواء استمرت أو توقفت هي ستبقى علامة في وعي المتلقي والمتابع لأنها إشارة إلى وعي المتلقي.
الإعلانات التجارية لهؤلاء المؤثرين الأسعار تتفاوت من 5000 ريال وصولاً إلى 200 ألف ريال سعودي للإعلان الواحد يحدد السعر عناصر أهمها عدد المتابعين والمتفاعلين، قياس الأثر لكل إعلان قائم به المؤثرون، عدد المؤثرين المشاركين في الحملة الدعائية. وصل سوق الحملات الدعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الحديثة لأرقام عالية وإيرادات كبيرة وأصبحت سبباً لقيام وكالات متخصصة في الدعاية والإعلان للمؤثرين، مكاتب فاخرة، مواعيد مزدحمة صعوبة الوصول والتواصل معهم ما يعكس أثر الشهرة على الأفراد.
كان لوزارة التجارة والصناعة دور مهم في متابعة الحملات الدعائية والإعلانات التي يقوم بها مشاهير التواصل الاجتماعي وملاحقة من يتعمد الغش أو التلاعب قانونياً وهذا جهد مميز من الوزارة إلا أن هذا وحدة لا يكفي فهذا السوق أصبح كبيراً بما يكفي لسن قوانين وقواعد تنظمه وإطلاق تراخيص تحفظ للجمهور حقهم بالشكوى والموثوقية ولكون ما يقوم به مشاهير التواصل الاجتماعي خليطاً بين التجارة والإعلام فإن سن القواعد والقوانين لها يتوجب أن يكون من خلال وزارتي التجارة والإعلام ما يحفظ نظامية العمل والسوق وحق المتلقي في نهاية المطاف.