ماجدة السويِّح
تقليعات رواد السوشال ميديا لا تنضب، فبعد تحدي «الثلج» المحمود الهدف، ظهرت تقليعات وتحديات لا هدف لها سوى العبث والترفيه، ولو كان على حساب صحة الإنسان وحياته، كتحدي «الملح» مع الثلج وتأثيره الضار على الجلد وتسببه بحروق وجروح عميقة لمحبي التجربة والمغامرة من المراهقين، وصولا لتحدي أكل «كبسولات التايد» التي انتشرت بين المراهقين ومحبي الشهرة وكسب المتابعين في شبكات التواصل الاجتماعي.
محاولات مضنية يبذلها الفيسبوك واليوتيوب وغوغل لوقف انتشار هذه التقليعة الجديدة والخطيرة، التي انتشرت بين المراهقين، حيث يصور المراهقون أنفسهم أمام الكاميرا وهم يتناولون كبسولات الغسيل تايد.
التحدي الخطير رفع معدلات التسمم الكيميائي في المستشفيات الأمريكية والمعاناة من المضاعفات الخطيرة بعد تناول مسحوق الغسيل على الصحة، قد تصل أحيانا إلى الموت، فقد وصل عدد المتضررين من هذا التحدي منذ بداية 2018 إلى 39 مراهقا.
المخيف في «تحدي كبسولات تايد» كمية التفاعل والتقليد لإنتاج فيديو حي من أجل كسب التحدي وإثبات الذات للظهور بمظهر القوة والشجاعة، والجرأة والإقدام أمام المتابعين وجمهور السوشال ميديا.
الجمعية الأمريكية لمراقبة السموم أطلقت تحذيرا للآباء والأمهات لمراقبة أطفالهم وإبقاء مساحيق الغسيل بعيدا عن تناولهم، خوفا من التأثر بالمحتوى الخطر والضار، والتقليد بالتجربة للانضمام إلى قائمة المتحدين.
الظاهرة الخطيرة استدعت من مسؤولي الشبكات الاجتماعية ومسؤولي المنتج «تايد» إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة والحد من انتشار ظاهرة «تحدي كبسولات تايد»، فقد عمدت شركة بروكتر آند غامبل على التعاون مع شبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة، لحذف وحظر عرض المحتوى الضار، الذي لا يتفق مع سياسة الشبكات، ويشجع الكثير من الأطفال والمراهقين على تجربة الفكرة من باب التحدي والترفيه.
كما قامت الشركة بعد ارتباط اسمها بممارسة خطيرة ومميتة من باب المسؤولية الاجتماعية بخطوة جيدة بالاستعانة بالمشاهير لتوجيه رسائل تحذير وتوعية للمراهقين من قبل نجمهم المحبوب. شارك نجم كرة القدم الأمريكية روب غرونكوسكي في إعلان توعوي مباشر حول الظاهرة المنتشرة، للتوقف عن التحدي المميت والاستخدام للمنتج كمسحوق للغسيل لا للأكل.
قوقل ساهمت هي الأخرى في حظر مقاطع الفيديو الصادمة بعد جهودهم في إزالتها سابقا عبر تهديد من يقوم بنشر فيديو «تحدي التايد» بتوقف قنواتهم على اليوتيوب، لانتهاكهم قوانين نشر المحتوى على اليوتيوب، بالإضافة لتبليغ الشرطة عن أية مقطع فيديو محظور.
تكاتف الجهود بين الجهات الصحية ومسؤولي السوشال ميديا والشركة ذات العلاقة بالتقليعة الجديدة «تحدي التايد»، كان له الأثر الواضح في الحد من انتشار هذا التحدي، وتصدير الظاهرة عالميا كتحدي الثلج وغيره من التحديات.