سلمان بن محمد العُمري
سمعنا ورأينا بعضاً من نتائج الحملات الأمنية على متخلفي الإقامة ممّن هربوا من كفلائهم أو دخلوا بطرق غير نظامية أو جاؤوا لأداء الحج والعمرة والزيارة ثم بقوا دون مستند نظامي، وهذه الحملة (وطن بلا مخالف) سعد الجميع بنتائجها وتمنّوا استمرارها حماية لأمن بلادنا واقتصادها وحفظ مكتسبات البلاد والعباد من ضعاف النفوس أيضاً الذين مهّدوا لهؤلاء بالتستر والبقاء.
وثمّة ظواهر سلبيّة قائمة تؤكّد أنّ مخالفي نظام الإقامة والعمل لا زالوا يسرحون ويمرحون ولم يتم الوصول إليهم بعد، من هذه الظواهر ظاهرة الإعلانات والملصقات على مداخل المساجد ومولدات الكهرباء وبعض المحلات لعمالة مخالفة أو على كفيل متستر، وهذه العمالة بكافة أنواعها تعلن عن خدماتها من سائقين ومزارعين ومدرسين خصوصيين ومندوبي مبيعات وخدمات لا تعد ولا تحصى، وغير ذلك من قوائم العمل المشروعة وغير المشروعة.
لن أتحدث عن العشوائية والسلبية في الإعلانات وكونها لا ترتقي وما يجب أن يكون عليه واجهات المرافق من جمال ونظافة، ولن أتحدث عن عشوائية النشر وتشويه الجدران بهذه الملصقات، ولكنني أود القول إن هؤلاء لو كانوا في عمل منتظم وتحت كفالة نظامية لما عملوا على العمل والإعلان، وعلى فرض أن هؤلاء لديهم أعمال وتحت إقامةٍ رسمية فلماذا يعملون بصفة غير نظامية بأعمال لم يستقدموا لأجلها؟!
إن الكثير من هؤلاء يعملون ضمن أعمال مشروعة بطرق غير نظامية، ولكن البلاء والخوف ممن يجمعون السوء من أطرافه بإقامات غير نظامية وأعمال غير مشروعة لا ديناً ولا نظاماً، ولن أشعب في الحديث عن جرائم هؤلاء ومصائبهم فقد أشبعت طرقاً وتناولاً ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تنقل لنا عن جرائمهم ومصائبهم مما يشيب له الولدان.
إن بعض المتخلفين لا يكتفي بالتستر والعمل من وراء الستار، بل إنهم يعملون جهاراً نهاراً ويقوم البعض منهم بطباعة «كروت شخصية» ، ويقدم نفسه على أنه مندوب لشركات معينة بأسماء وهمية ويؤمن المتطلبات بعقود وهمية، ويقدم خدماته عبر هذه البطاقات بل وعبر إعلانات في مواقع التواصل والصحف المتخصصة في الإعلانات ممّا يؤكد أننا بحاجة إلى استمرار حملات التفتيش الأمنية، وفي الوقت الذي نطالب فيه بعدم تستر المواطنين للمخالفين أو إيوائهم فنطالب بتوعية الحس الأمني والوطني لديهم بالإبلاغ عن أي مخالف وعدم التهاون بحق الوطن والمواطنين، بل والمقيمين الذين ينعمون بأمن وأمان ورخاء واطمئنان، فليؤدّ كلّ منّا دوره وواجبه، وعلى الجهات المعنية أن تلتفت للإعلانات والملصقات، وستجد خلف ذلك كماً هائلاً من المخالفين لنظام الإقامة والعمل. والله المستعان.