محمد عبد الرزاق القشعمي
ما أن سمعنا بفكرة إصدار (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) إلا واستبشرنا خيراً بمجيء نهر دافق ننهل منه كمصدر موثوق يعتمد عليه علماً خصوصاً وقد تولى هذه المسؤولية مؤسسة متخصصة هي (دارة الملك عبدالعزيز) وأسندت هذه المهمة لنخبة مختارة من خيرة الأدباء والأكاديميين المعنيين بمثل هذا العمل المرجعي المهم الذي لا يستغني عنه كل باحث ودارس.
وقد أنيطت مهمة الإشراف عليه للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيِّع. وكيل جامعة الأمام محمد بن سعود سابقاً ورئيس النادي الأدبي بالرياض سابقاً والمستشار بالدارة حالياً، وعضوية عدد كبير من الأدباء. والأكاديميين المناط بهم إنجاز مثل هذا العمل العظيم. لقد جاءت اللجنة العلمية للإشراف على القاموس من 13 عضواً، والمشاركون في إعداد واختيار وكتابة سير الأدباء المشمولين بالقاموس والذي تنطبق عليهم شروطه من 65 باحثاً أكاديمياً جميعهم يحمل درجة الدكتوراه على الأقل عدا أربعة منهم. ومن جميع مناطق المملكة بلا استثناء.
وقد جاءت فكرة القاموس - كما ورد في المقدمة بعد صدور (قاموس الأدب العربي الحديث) والذي أصدره الدكتور حمدي السكوت الأستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، عام (2007م) والصادر عن دار الشروق بالقاهرة: «.. وبعد صدور ذلك القاموس، وما لمسته الدارة من قصور شديد في التعريف بالأدباء السعوديين، جاءت فكرة إصدار قاموس جديد خاص بالأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، فأعد المستشار بدارة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد بن عبدالرحمن الربيع دراسة استطلاعية، وتصوراً عاماً حول الموضوع انتهى إلى اقتراح إصدار هذا القاموس.. لما فيه من خدمة للأدب والأدباء في المملكة، وذلك عن طريق التعريف بهم في عمل موسوعي شامل...».
ومثل ما لاحظوا القصور في (قاموس الأدب العربي الحديث) لاحظت عليه مثلهم وكتبت ذلك في وقتها، وليس الأمر مقتصرا على الأدباء السعوديين، فقد لاحظت أخطاء أخرى منها أنهم قد أماتوا الأديب اللبناني الفرنسي (أمين معلوف 2003م) والذي ما زال حياً يرزق والعضو العربي الوحيد بالأكاديمية الفرنسية.. ورغم ذلك فقد أصروا على وفاته بالطبعة الثانية أيضاً من القاموس الذي أعادت الهيئة العامة للكتاب بمصر طباعته عام 2015م مع إضافات وتعديلات جديدة.
لقد أصبح (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) مرجعاً مهماً للجميع ومع ذلك فقد اعتوره القصور، ولم أعلم عن هذا إلا بعد الرجوع إليه للنهل من معينه فوجدت أن من أبحث عنه غير موجود وهو العلم المشهور والمؤلف والمرجع المهم للشيخ حمد الجاسر وغيره هو الأستاذ/ علي بن صالح السلوك الزهراني والذي استغربت عدم وجود اسمه بمثل هذا العمل، وتكرر هذا القصور بعدم إضافته أسماء أخرى مثل: آل نصيف.. من منا يجهل فضيلة الشيخ محمد حسين نصيف وعبدالله نصيف والدكتور حسن نصيف – وزير الصحة السابق – مؤلف ذكريات تلميذ سابق وطبيب الأسرة وغيرها.
من منا يجهل المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل أول من أسس دار نشر سعودية في بغداد عام 1910م وكذا الصحفي والمؤلف سلمان صالح الصفواني صاحب مجلة اليقظة ببغداد.
وعبدالله بن علي القصيمي، والأديب والباحث عبدالرحمن بن محمد الرفاعي ومثله الشاعر عبدالله بن عبدالرحمن العرفج. والباحث الاقتصادي الشهير عبدالعزيز بن محمد الدخيل ومعالي الدكتور علي النملة، ومؤرخو حركة التعليم في المملكة الدكاترة عبدالله بن محمد الزيد وحمد بن براهيم السلوم وعبدالله بغدادي، والمربي محسن باروم وغيرهم.
وملاحظة أخرى لمستها من الصديق الشاعر والناشر عبدالرحيم الأحمدي والذي ترجم له بالقاموس وفي نهاية ترجمته قال المترجم – لا فض فوه – «كتب الأحمدي الشعر والرواية، بيد أنه لم يكن مجيداً فيهما، ويبدو أن اهتمامه الكبير بالشعر العامي قد أثر كثيراً في مستوى إنتاجه الفصيح» .. وغيرهم كثير.
أتمنى أن يلاحظ ذلك في الطبعات القادمة.
والله المستعان