«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لم يكن أحد يتصور في يوم من الأيام أن آلات التصوير الرائعة هذه هي باتت متطوره وتجسد علماً جديداً يسمى علم البصريات والخلايا الضوئية، والتي هي عبارة كما يشير علماء التقنية المتطورة عبارة عن تزاوج بين فنون تقوم بعملية انقلاب مدهش ومثير في عالم التصوير فبدلاً من جمع الضوء على الفيلم مباشرة بالطريقة العادية.
يستخدم البعض سطحاً حساساً للضوء داخل أنبوبة مفرغة.. وبهذا السطح تستطيع تحويل صورة تتكون بواسطة أشعة غير منظورة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية أو حتى أشعة جاما أو «أكس» إلى شكل من النبضات الكهربائية وعندئذٍ تقوم عدسة تليفزيونية أو آلة مماثلة بالتأمل في هذا الرسم الكهربائي وأحوله، بعد ذلك إلى صوره مشاهدة وواضحة. ويطلق العلماء والخبراء على هذه الأدوات الحديثة والتي تتطور يوماً بعد يوم مع كل جديد ومفيد في تقنية علم البصريات الواسع تسمى «العدسات الحساسة» ولن نذكر هنا في هذه «الإطلاله» لهذا اليوم أسماء الشركات المنتجة لهذه العدسات فهي باتت معروفة لدى المختصين والمهتمين باقتنائها كالقوات العسكرية والأجهزة الباحثة عن الحقيقة.. فهذه الأجهزة من الدقة والقدرة تستطيع أن تفرس في محتويات الأشياء الأراضي والبيوت وحتى جمجمة الإنسان، إنها قادرة أن ترحل إلى داخل أعضاء الجسم البشري لتكشفه وتعريه من أجل العلم والمعرفة والدراسة. وتستطيع هذه الأجهزة معرفة حالة البعض من المرضى الصحية؛ فهل هو مصاب بمرض معين أم لا.. ومنذ اكتشفت عدسات الأشعة تحت الحمراء منذ عقود وهي تقدم أعمالاً وإنجازات باهرة في ميادين الطب والعلوم والإعلام.
هذا وآلات التصوير الحسية المركبة على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض هي أجهزة خفيفة وصغيرة جداً إلى حد عجيب ومدهش وهي تتمتع بمجال تصوير واسع ورؤية دقيقة. ومع إطلالة القرن الواحد والعشرين تنامت الابتكارات وتطوير التقنيات في مجال «علم البصريات والخلايا الضوئية» لتقدم للعالم المزيد من الأجهزة الدقيقة في هذا المجال الثري والمفيد في مختلف المجالات الحياتية والإنسانية وتجعل المهتمين بها والمستفيدين منها يركضون خلفها لامتلاكها ولتوظيفها فيما يفيد البشرية جمعاء.