سعد الدوسري
لم أشعر بالرضا على برنامج يصدر من مؤسسة حكومية خدماتية، كما شعرت حينما صدر برنامج «حماية الأجور للعمالة المنزلية». وسبب الرضا لا علاقة له بموقفي أو موقف أي إنسان طبيعي، تجاه أولئك الذين لا يلتزمون بدفع الرواتب للعاملين في مواعيدها المحددة، لكن لأنه لم يكن موجوداً منذ زمن طويل جداً، مما جعل ضعفاء النفوس، يتمادون في ظلمهم للعاملين في بيوتهم، لكونهم يعرفون ألا صوت لهم، لدى المؤسسات الرسمية. وأعرف أن هناك مَنْ سيقول، بأن الأنظمة في المملكة، تتيح لكل عامل وعاملة التظلم للجهات الرسمية، في حال تم التعدي على حقه أو حقها. هذا صحيح، ولكن كيف ستعلم عاملة منزلية، لا تقرأ ولا تكتب، ولم يسبق لها الخروج من قريتها البدائية، سوى للعمل في مكان بعيد جداً عن بلادها وعن أهلها، وعمن يحفظ لها حقوقها، من إنسان لا يخاف الله فيها؟!
ولكي نكون منصفين، فإن بلادنا، ولله الحمد، من أكثر بلاد العالم حباً وتآخياً مع العمالة المنزلية، وعمالة الصيانة والنظافة، ولكن ذلك لا يمنع من وجود برنامج ينظم عملية حصول هؤلاء على أجورهم في الوقت المحدد، وهذا أبسط حق من حقوقهم.