مها محمد الشريف
أحداث سياسية واقتصادية كبيرة، تمر بالعالم ودول كثيرة تدهورت وتأخرت وأصبحت غير قادرة على إعطاء معنى جديد للحياة الآمنة المستقرة وخاصة بعد تعثر التسوية بين العرب وإسرائيل، فبعد التصعيد والقرار الأخير لترامب تجدد معنى الاضطهاد وتجاهل المجتمع الدولي قواعد السلام، وضبط حركة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحويل معلن إلى منظومة من السياسات العنصرية يتعرض لها الفلسطيني تعيق مستقبله وتدفعه إلى تصاعد أسباب الانفعالات.
لا شك أن هذه أمور لن تتغير حتى تتغير سياسة الدول الكبرى تجاه فلسطين، رغم تغير الزمن لم تنجح سياسة الحوار وانتظار الحلول، فقد تطور الأسلوب الحضاري والاقتصادي باعتباره يؤسس نمطاً مختلفاً عن مفهوم الشكل المباشر والمصالح المتبادلة دون أضرار، ولكن تدهور أوضاع المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل يدعو إلى وقفة جادة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في إسرائيل يحث على ضرورة تشجيع الاقتصاد في المناطق العربية، وعلى أهمية مشاركة المرأة العربية في الاقتصاد الإسرائيلي.
إن مثل هذا المشهد لا يصلح أن يكتنفه الغموض ولا يمكن التسليم به لأنه من صنع المحتل، وليست إلا نزعات شريرة توظف جميع الأهداف الأولى للمستوطن واستيعاب الهجرة اليهودية وخلق فرص عمل لهم على حساب الفلسطينيين وعبر سلب أراضيهم وممتلكاتهم انعكس هذا الأمر سلباً على مشروعية حقوقهم، وما شهده الواقع الفلسطيني من إبادة وإبعاد.
يُقال إن التطهير العرقي مصطلح تلطيفي متأصل في خطاب مرتكب الجرائم، وأن الترحيل القسري للتجمعات السكانية التي يصفها هو أحد أساليب الإبادة الجماعية، نستنتج من وجهة نظر الضحايا ما ورد في العبارة أن سمات جوهرية ذات تأثير فعلي على الجميع، وإثم يتعدى الإنسان عندما تحتل أرضه ويُطرد منها، ويظل مفتاحاً للتوظيف الإيديولوجي والعقدي لتأويل ما يريد تأويله وتمريره.
ولكن من خلال إيمان الفرد ينبغي أن تسود غايته جوهر الروح ويؤمن بقضيته العادلة، حتى وإن كان في عصر تهدده أسلحة الدمار الشامل - عصر قائم على التحالفات العسكرية - وخلق وتيرة متسارعة من الكوارث أغلب ضحاياها من سكان آسيا.
بالإضافة إلى تجارة الأسلحة العسكرية التي جعلت العالم يعيش على حافة الهاوية، القوي يقتل الضعيف ويستبح أرضه وممتلكاته، فكانت دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بروكسل، للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف «سريعا» بفلسطين كدولة مستقلة، معتبراً أن ذلك لن يكون عقبة أمام استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.
الرئيس الفلسطيني عباس من قلب الصراع يدق الأجراس. يدعو إلى السلام في الوقت الذي تزامنت دعوته مع إعلان مايك بنس أمام الكنيست أن السفارة الأمريكية في إسرائيل ستفتتح في القدس قبل نهاية عام 2019.
وعلينا الآن أن ننظر في النهج الذي ينشأ من تبعات السياسة الأمريكية المعلنة والموجودة بكيفيات مختلفة وتنضوي على تدمير المجموعة الاجتماعية وتستهدف طردهم وإبعادهم وتشجيع القرار اليهودي بتهويد المقدسات الإسلامية ووضعها تحت سيطرة الصهاينة.
علاوة على ذلك تتبع خطوات المحتل إلى الأراضي الفلسطينية بهدف القمع الثقافي المصحوب بالعنف وربط التدمير بالعمق الروحي للشعب الفلسطيني وزرع بذور الخذلان على مساحات كبيرة من حياته وتدميره بواسطة محيطه الإقليمي، فمن المؤكد أنها أدت أهدافها وأطلقت العنان للأوغاد والأشرار لتمرير الظلم في أعلى وأكبر صورة، وأبهاها في المأساة.