إبراهيم عبدالله العمار
في القرن السابع عشر اختبأ الأديب الإنغليزي جون ميلتون خوفاً من الملك تشارلز الثاني، والذي انتصر على الثورة التي قتلت أباه الملك تشارلز الأول، وكان ميلتون ممن أيد الثورة والبرلمان الإنغليزي الجديد، فلما خاف على حياته فر، وكان بَصره يضعف أثناءها بسبب داء. في فترة الخوف والمرض هذه عكف على كتابة «الجنة المفقودة Paradise Lost»، عملٌ شعري ضخم، أول مرة يُكتب بالإنغليزية، وكان الأدباء الإنغليز يكتبون باللاتينية، وبعد سنين عصرَ فيها روحه في تلك القصيدة نَشَرها عام 1667م، وأبهرت الناس الذين لم يروا مثلها، نُشِرت في 10 مجلدات كل منها يحوي أكثر من ألف بيت، وإلى اليوم تُعتَبَر من أعظم الأعمال الأدبية في الثقافة الإنغليزية.
- تربى أفلاطون فكرياً على يد سقراط، ولما أُعدِم أستاذه سقراط ظلماً ترك أفلاطون مدينته وهام على وجهه مختنقاً بالغم والخوف في أرجاء اليونان وما حولها، وفي تلك الفترة أخذ يكتب كتبه الفلسفية، ولما اطمأن وعاد أسّسَ الأكاديمية الأفلاطونية وهي مدرسة تُدرِّس الفلسفة، خرّجت جهابذة منهم أرسطو الذي طلب العلم فيها 20 سنة، واستمرت الأكاديمية مئات السنين، وأما أفلاطون وكتاباته فدامت أطول من ذلك، فهو يُعتبر أعظم فيلسوف غربي، بل إن الكثير يرى أن مبادئه وآراءه هي أساس الحضارة الغربية بأكملها اليوم.
- أشهر ملاكم في العقود الأخيرة بلا منازع هو مايك تايسون. كان تايسون بارعاً وأضاف لذلك قوةً متفجرة في لكماته، فكانت ضربة واحدة كافية لتفقد الخصم وعيه، رغم أنه قصير مقارنة بملاكمي الوزن الثقيل. لكن لم يصل تايسون لهذه المرحلة إلا بعد أن خاض مشاقاً عديدة، فقد نشأ بلا أب، وتعرض للتنمُّر والإيذاء كثيراً، وكان طفلاً مسالماً لا يعرف العنف، يحب طيور الحمام ويربيها، وذاك يوم انتزع منه أحد المراهقين الأشرار حمامته وقتلها أمامه وأخذ يتشمّت به، فانفجر تايسون وانقض عليه وأشبعه ضرباً، واحتواه مدرب ملاكمة كبير السن وكان كأبٍ له وعلمه الملاكمة ليدافع عن نفسه، وأحبها تايسون واحترفها حتى صار أحد أنجح الملاكمين في تاريخ الرياضة.