للمراسلات بين الشعراء متعة للمتابع خاصة إذا كان هناك من القواسم المشتركة والمودة المتبادلة ما يدفع بالمرسل والمرسل إليه إلى الإبداع والاندفاع إلى الجميل من الشعر، وقد أرسل الشاعر مقعد بن محمد العياضي للشاعر علي زيد البدراني:
يا علي قلبي ضايقٍ وين اوديه
بالله قلّي يا علي وش علاجه
عجّل عليّه باللي انت امتوريه
من منهلٍ يا علي له في زجاجه
الذّ من نقع المطر من مناشيه
ساكن هواه ولا بجوّه عجاجة
مثل العلاج اللي لقلبي تهييه
عسى علاجك ما يعكر مزاجه
ما كل رجلٍ يا علي غيرك ادعيه
ولا ابدي له الشكوى لوانا انتواجه
ما اعطيه مكنوني ولا اشفق لخافيه
اخاف لا اسبب لقلبي حراجه
بينت لك بعض الهدف من مشاكيه
والبعض الاخر يا علي بالمواجه
والغيب علمه يا علي عند واليه
الخلق في ضوضا غدى له لجاجة
يزعجك جواله ولجة رواديه
بعض العرب هالوقت فيه انزلاجة
** **
- مقعد بن محمد العياض
وجاء الرد عذبا جميلا من الشاعر علي زيد البدراني:
قلبك يا مقعد منتحي من يداويه
مكسرٍ عوج الحنايا خلاجه
تنتابه الذكرى ومقفي لماضيه
ويعلن على شهب السنين احتجاجه
وانا ماني دكتور له عن طواريه
قلبك وتدري في هواه وخراجه
لاكني اوصّيك ماني موصيه
لو انت مالك في وصاياي حاجة
داوه بركعات الضحى لا تشقّيه
ومقلب الابصار بالسر ناجه
واضحك بهالدنيا بليا مشاريه
وبالصبر ياريف المسايير داجه
وعوب الطواري كان تلن عراويه
وجارن على صبره وهدن سياجه
خذلك خويٍ يعجب اللي يخاويه
دايم على يمناك طلقٍ حجاجه
ما هو دويني عن هروجك تداريه
تدراه عن مزحك مدارى الزجاجة
وسج القدم حتى مع البيد تحفيه
بجوٍ سرابه يطّرد مع زراجه
فجٌ خلاوي ما تنقذ ظواميه
وسطه ردي الحيل يطفي سراجه
ترتاح من روتين يومٍ تعانيه
لاخذت في ذيك الفجوج ادّراجه
لو ما بها لراع الولع ما يسليه
قاعٍ يثوّع يا لعياضي عجاجه
صيده محى والعرق ماتت نواميه
من قوّ فعل التعرية تقل صاجه
سنين ما ذاق الحيا رجع واديه
ما فيه كاين حي تلقى مداجه
ما هو على خبرك تخيّر حلاويه
اقفى وصارت روضته في كراجه
ودنياك ما اقفت فيه ما عودت فيه
شيبا قرا من طبعها الانعواجة
كم واحدٍ ضاعت باثرها هقاويه
قضت قراحه واغدقت له هماجه
والعمر فيها سهوم الاقدار ترميه
يا رب تنجينا نهار المواجه
** **
- علي زيد البدراني