«الجزيرة» - مركز الدراسات:
خلال عام واحد فقط، جالت رابطة العالم الإسلامي بقيادة أمينها العام الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، قارات العالم ودوله ناقلة رسالة الإسلام السمحة، منافحة ومدافعة عن قضايا العالم الإسلامي بـ «الحكمة» والحوار، والدعوة للتعايش والسلام.
من أقصى الأرض إلى أقصاها، كانت أصداء الخطاب الإسلامي السمح، الداعي للوسطية، والترابط والتعايش الإنساني، مؤثرة وقادرة على التقريب بين وجهات النظر المختلفة، على الرغم من حملات «الإسلاموفوبيا»، والتشويه، والحملات الإعلامية التي تستهدف اتهام الدين الإسلامي بالإرهاب، وهو منها براء.
من اليابان إلى نيويورك .. ومن جنوب إفريقيا إلى شمال أوروبا، ومن موريتانيا إلى الشرق الأقصى، حمل الشيخ العيسى منطلقا من مكة المكرمة هدفا واحدا .. الدعوة للسلام والتعايش الإنساني، والعمل على المشتركات، بدلا من الشقاق والتجريم والاتهام.
في هذا التقرير رصد لأبرز أنشطة الرابطة خلال عام:
مكة المكرمة ..
منطلق دعوات الخير والسلام
لأن مكة المكرمة هي منطلق كل خير للبشرية، فقد شكلت مؤتمرات الرابطة التي تعقدها فيها، رسل سلام إلى العالم، تحمل الخير والوئام والطمأنينة. فقد استضافت ملتقى مؤتمر حج 1438هـ الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مشعر منى بعنوان: «الوسطية والتسامح في الإسلام.. نصوص ووقائع». وفيه تطرق معالي الأمين العام إلى القيم الرفيعة في الإسلام للوسطية والتسامح والاعتدال وما يجب على الجميع من الترجمة العملية لها بعيداً عن الطرح النظري والتداول الإنشائي المجرد، وأن هذا التطبيق يعكس أمام الآخر صواب الطرح بأثره الفاعل والماثل مصدقاً نظرياته وقبل ذلك وبعده براءة الذمة باقتفاء جادة الإسلام في هذا المسلك المهم تحرزاً من القول بلا عمل ومن ثم الإساءة لسمعة الدين. مشيراً إلى أن للتطرف أساليب عدة في تمرير أفكاره الضالة
القاهرة.
وحوار دور هيئات الإفتاء
في القاهرة التي استضافت المؤتمر الدولي الذي نظمته دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء حول العالم بعنوان: «دور الفتوى في استقرار المجتمعات» شدد أمين عام الرابطة على أن خطاب الإفتاء يحمِل برسوخه العلمي، وتجلياتِ بصيرتِه توجيهاتٍ توعويةً للجاليات الإسلامية تُكسبها الحكمةَ، وتبعدها عن الارتجال والفوات والعجلة، وما أكثر ما يغيبُ المرادُ من النص، فيفوتَ الوصولُ لعِلته في سياق علم المقاصد، حيث يدور الحكم عليها وجوداً وعدماً، وما أقل النظر في المآلات واختلافِ الزمان والمكان والأحوالِ، حيث يختلف بها الحكم والفتوى عند الاقتضاء والإمكان، لا بالتشهي ومداهنةِ الهوى، وما أسعد المفتي بالصواب، وقد احتاط للدليل، واستوعب معنى النص، واستجلى مقاصده، وسلك في ذلك سبيل السعة على الخلق، على جادة الإسلام في الرحمة والتيسير، والتسديد والمقاربة، مدركاً أنه لن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه، في معادلةِ توازنٍ، لا يُلَقَّاها إلا الراسخون في العلم، لا حملتُه مجرداً من فقهِه، فربَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، وربَّ مبلَّغ أوعى من سامع.
عاصمة المنظمات..
جنيف تحتضن التعايش
في عاصمة المنظمات الدولية «جنيف» جاء احتضان الملتقى الدولي لرابطة العالم الإسلامي ليؤكد دور الرابطة العالمي في نشر السلام والتعايش الإنساني، قال العيسى إن الإسلاموفوبيا تعترض جهود محاربة التطرف وتعيق برامج الاندماج الإيجابي في دول الأقليات. وبيّن أن رابطة العالم الإسلامي بوصفها مظلة للشعوب الإسلامية؛ تهتم بإيضاح حقيقة الإسلام ومحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية، وتعزيز الوعي الديني والفكري لدى الأقليات الإسلامية والتواصل مع الجميع لنشر قيم الاعتدال والتسامح والسلام. مؤكداً على وجوب النظر لعالمنا بمزيد من التفاؤل والأمل مع بذل الجهود المشتركة لتعزيز فطرة الخير والمحبة والسلام لدى بني الإنسان وتفهُّمِ سنة الله في الاختلاف والتنوع والتعدد بين البشر.
المملكة..
منصة عالمية لمحاربة التطرف
وتطرق الشيخ العيسى إلى أن المملكة العربية السعودية أصبحت منصة عالمية لمحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية. وتابع الشيخ العيسى أنه يجب ملاحقة التطرف في الفضاء الإلكتروني الذي شكل له المنصة الوحيدة للتأثير والاستقطاب، مضيفاً أنه على أتباع الديانات والثقافات مقاومة الأطروحات الإقصائية وكذلك النظريات الكارهة مثل الإسلاموفوبيا التي تُعتبر حالياً المقاوم الأول لجهود محاربة التطرف، كما تمثل عائقاً قوياً للاندماج الإيجابي للأقليات المسلمة ملقياً باللائمة فيها على رهانات المصالح الذاتية لبعض المنافسات السياسية بعيداً عن استطلاع الحقائق وبعيداً عن تقدير الأبعاد وأحياناً غياب الضمير عندما يعلم عن الحقيقة ثم لا يلتفت إليها لحسابات خاصة أو نزعة كراهية لذات الكراهية.
سنغافورة..
في سنغافورة افتتح العيسى مع معالي وزير الداخلية والقانون السنغافوري السيد شانمو جام المنتدى العالمي لرؤساء المراكز الثقافية، الذي تنظمه جمعية الدعوة السنغافورية بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، قال إن سنغافورة ومجتمعها الذي ضرب الأنموذج المتميز في التعايش والتسامح والوئام المجتمعي، وشكل بتنوعه وتعدده نموذجاً عالمياً يحتذى به، مؤكداً تبني الرابطة وفق رؤيتها المتجددة برامج توجيه الوعي الإنساني نحو المزيد من التفاهم، وبناء مجتمعات بشرية متعايشة، تربطها قيم التعاون والتسامح، وتجمعها روابط التواصل الحضاري، التي من خلالها تتمكن الأسرة الإنسانية الواحدة من تجاوز عقبات أعداء التعايش والتواصل بين أتباع الحضارات والثقافات والأديان، عبر تعزيز ثقافة التواصل والسلام.
اشتملت زيارة العيسى على لقاءات مع فخامة رئيسة جمهورية سنغافورة الدكتورة حليمة يعقوب، ومعالي نائب رئيس الوزراء والمنسق للأمن القومي بجمهورية سنغافورة السيد تيو تشي هيان. وتسلم من نائب رئيس الوزراء والمنسق للأمن القومي بجمهورية سنغافورة السيد تيو تشي هيان جائزة لمعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، تقديراً لجهود الرابطة في مجال تعزيز ثقافة التواصل الحضاري بين أتباع الأديان والثقافات، ومناشطها الداعية إلى ترسيخ مفاهيم الاعتدال والتسامح في المجتمعات البشرية لتحقيق السلام العالمي.
جنوب إفريقيا.. تعزيز مفهوم الأسرة الإنسانية
جنوب إفريقيا كان لها نصيب من جهود رابط0ة العالم الإسلاميّ حيث تم تُنظيم منتدى حضاري بحضور قيادات عالمية دينية وسياسية وفكرية. وقال الشيخ العيسى خلاله إن الرابطة جسرٌ عالميٌّ لتعزيز التواصل الإنساني من أجل التسامح والتعايش والسلام، ولها شراكاتٌ عالمية واسعةٌ ترحب بقيم اعتدالنا الإسلامي وتشاركنا جهود مكافحة التطرف والإرهاب. وأكد الشيخ العيسى على أهمية تعزيز مفهوم الأسرة الإنسانية الواحدة التي تقوم على المحبة والتعاون في بناء المجتمع الحضاري، والحرص على محاربة أي شكل من أشكال الإساءة إلى هذه الأسرة في وئامها وتقاربها وتعاونها وتحابها بمختلف أديانها وأعراقها وثقافاتها ودولها.
كما بين معاليه أن أتباع الأديان والثقافات أحوج ما يكونون إلى تعزيز تواصلهم الإنساني وتلاقيهم وتعاونهم في إطار المشتركات والمصالح ، مؤكداً أن الجميع يؤمن بالاختلاف والتنوع والتعدد في إطاره قَدَرِهِ الكوني، وأنه يجب علينا جميعاً أن نسهم بكل ما نستطيع للحيلولة دون أن يتحول هذا الإطار الكوني إلى مواجهة أو حروب أو ظلم أو اضطهاد، وعلى قدر استيعاب العقول والأفكار لهذا المعنى الإنساني والأخلاقي على قدر ما يتحقق السلام، وعلى قدر ما تكون الأسر الإنسانية متحدة على قدر ما تسعد في حياتها.
نيويورك.. صخب العالم لا يغني عن «التواصل الحضاري»
في نيويورك الأمريكية تحاور أكثر من ممثل عن المؤسسات الإسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم الأمريكان، من خلال مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الدولي تحت عنوان (التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي)، والذي حظي بمشاركة الأمم المتحدة وحضور علماء ومفكرين يمثلون دولا وكبرى المؤسسات الفكرية والثقافية الإسلامية والأمريكية.
وحضر الافتتاح بالإضافة إلى معالي أمين عام الرابطة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، السيد باوا جاين الأمين العام للمجلس العالمي لقادة الأديان بالأمم المتحدة، ووليم فندلي الأمين العام لمجلس الأديان العالمي من أجل السلام، ومعالي الدكتور ديفيد نصر نائب الرئيس للتنمية الروحية في جامعة ليبرتي، ومعالي الدكتور محمد بن مطر الكعبي الأمين العام لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وفضيلة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف ومعالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومعالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومعالي الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، وسفيرة الولايات المتحدة للامم المتحدة للحريات الدينية السيدة سوزان كوك.
وقد أوضح معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في كلمته في حفل الافتتاح أن للتواصل الحضاري بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة تاريخاً ممتداً في التبادل والتعاون الإنساني والمعرفي والاقتصادي والسياسي، مشيراً إلى أن هذه العلاقة الحضارية المتميزة كشفت الخطأ الفادح لنظرية صدام الحضارات المبنية على إثارة نعرة الكراهية والعنصرية ونصب حواجز وهمية ربما كانت في بعض أطروحاتها حادة جداً حتى على القواسم المشتركة والتبادل المعرفي والإنساني،
إلى الفاتيكان.. إحباط الدعاوى الباطلة لربط الإرهاب بالإسلام
الحدث الأبرز خلال هذه التنقلات لمعالي أمين عام الرابطة لقاءه ببابا الفاتيكان فرانشيسكو خلال زيارة الشيخ العيسى لدولة الفاتيكان. وتم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، والتي تصب في صالح السلام والوئام العالمي، خصوصاً التعاون بين الفاتيكان والعالم الإسلامي في قضايا السلام والتعايش ونشر المحبة. وأعرب معالي الدكتور محمد العيسى عن تقدير العالم الإسلامي لمواقف البابا فرانشيسكو العادلة والمنصفة تجاه الدعاوى الباطلة والمعزولة التي تربط التطرف والعنف بالإسلام؛ حيث أوضح قداسته في تصريحات سابقة أن هذه الأفعال لا علاقة لها بالإسلام وأنه في كل الأديان اتباع يحصل من بعضهم تطرف.
وتبادل قداسة البابا مع معالي الشيخ العيسى الهدايا التذكارية، حيث قدم معاليه لقداسته مجسماً يرمز للحضارة الإسلامية معبراً عن تواصلها مع الحضارات الأخرى وعلى الأخص التواصل الحضاري مع الفاتيكان بما يمثله من رمزية دينية عالمية، فيما قدم قداسته لمعاليه هدية رمزية خاصة، عبارة عن قلم عريق تذكاري، وكذلك ميدالية تذكارية خاصة تم سكّها بمناسبة السنة الخامسة لجلوس قداسته على الكرسي البابوي.
والتقى العيسى خلال الزيارة أعضاء المجلس البابوي وزيارة جمعية سانت ايجيديو ولجنة حقوق الإنسان، ومعالي وزير الداخلية في جمهورية الفاتيكان وعدداً من المسؤولين الإيطاليين ، كما التقى بعدد من الفعاليات الدينية والثقافية والفكرية في العاصمة الإيطالية روما.
واستكمالا للقاء الذي جرى بين الهولينس البابا فرانسيسكو بابا الفاتيكان ومعالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، عقد معالي الأمين العام للرابطة اجتماعاً مع رئيس المجلس البابوي بالفاتيكان الكردينال جان لوري توران، بحضور سكرتير المجلس المطران ميغيل ايوسو، والمطران خالد عكشه؛ حيث تقرر تكوين لجنة اتصال دائمة بين الفاتيكان ممثلا بالمجلس البابوي والرابطة لبحث عدد من المبادرات.
إيطاليا.. المواطنة والاندماج
نشاطات الرابطة امتدت إلى إيطاليا حيث استقبل معالي وزير الداخلية الإيطالي السيد ماركو مينيتي معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى والوفد المرافق له، وذلك في مقر وزارة الداخلية في العاصمة الإيطالية روما، حيث جرى بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها موضوع المواطنة والاندماج الإيجابي مع تعزيز مفاهيم الحق في الحرية الدينية التي يكفلها القانون وصولاً للاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي حيث لا يزال معترفاً به كثقافة فقط لها حرية ممارسة شعائرها.
ورحب معالي السيد مينيتي بمعالي الدكتور العيسى والوفد المرافق، مثمناً الدور المهم الذي تقوم به رابطة العالم الإسلامي في محاربة التطرف وتوحيد كلمة الجاليات المسلمة وتوعيتها نحو الاعتدال حيث تؤكد الرابطة على جميع أتباع الثقافات والأديان المتنوعة ولاسيما الدين الإسلامي باحترام دساتير وقوانين وثقافة البلدان التي يعيشون فيها مع قيامهم بشعائرهم الإسلامية وفق الضمانات والحقوق الدستورية والقانونية لكل بلد، متمنياً أن تحقق زيارة الأمين العام للرابطة إلى إيطاليا الأهداف التي تخدم الإنسانية، خاصة بعد اللقاء التاريخي لمعاليه مع الهولينس البابا فرانسيسكو في الفاتيكان.
بدوره وجه معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشكر والتقدير لمعالي وزير الداخلية، على اهتمامهم بدور رابطة العالم الإسلامي، مؤكداً معاليه حرص الرابطة على نشر قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
كما أوضح معاليه أنه من ضمن أهداف رابطة العالم الإسلامي تعزيز الاندماج الإيجابي للجاليات المسلمة في مجتمعاتها واحترام ميثاق المواطنة الذي قبلت به والتزمته وذلك من خلال بث الرسائل التوعوية في المؤتمرات والندوات واللقاءات التي تعقدها في جميع دول العالم التي تؤكد أن الإسلام دين الصدق والوفاء وأن طليعة أسباب احترامه وتقديره وتفهمه هو قيمه الحقيقة المتمثلةُ في التسامح والتعايش ونشر السلام والمحبة والوئام والمواجهة الفكرية لنظريات الشر والكراهية بما يبطلها ويفكك مزاعمها، وهي المبنية على الزيف والتضليل والمقابلة بالشجب ورفض الكامل من جميع المسلمين، مبدياً معاليه استعداد الرابطة للتعاون مع جمهورية إيطاليا على المستوى الرسمي والشعبي في كل ما يحقق كافة الأهداف المشتركة.
لندن.. قمة دينية وبحث مصلحة الجاليات
لندن كانت مقرا اللقاء السادس لاتحاد مجالس الشريعة في المملكة المتحدة حيث استضاف اللقاء، أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى بحضور عدد من العلماء والأئمة وأعضاء الاتحاد وممثلي 16 مجلساً للشريعة من مختلف المدن البريطانية.
وحث معالي الأمين العام مجالس الشريعة في المملكة المتحدة على الاتفاق بينها وتوحيد وجهات النظر وتقديم مصلحة اجتماع الجاليات المسلمة على المصالح الخاصة، وأكد أن قيادات المجلس على هذا القدر الكبير من المسؤولية وإنما هو التذكير لإخواننا.
التحذير من الكيانات الفاشلة
تلا ذلك، «الاجتماع العالمي للقمة الدينية» وفيه حذَّر العيسى، من بعض الكيانات التي مرت بتجارب فاشلة حاولت أن تُرسي دعائم المجتمع الإنساني على أسس شمولية وأطروحات مادية تتنكر للدين والقيم الروحية، وتقطع الصلة بخالق السموات والأرض، وتصادم الفطرة الإنسانية، فأوجدت كيانات خالية من المعاني الإنسانية والقيم الأخلاقية تحركها المادية النفعية في أسوأ صورها، مبينًا أن للخالق - جل وعلا - مع هذه الكيانات نتيجة حتمية حكتها فصول التاريخ، ويجب على البشرية قراءة ذلك والاتعاظ بها.. مؤكداً على مسؤولية قادة الأديان في تعزيز المفاهيم الحضارية والإنسانية والتحرك الفعلي والجاد لنشر قيم المحبة والسلام.
طوكيو.. شراكة عالمية
إلى طوكيو في أقصى شرق الكرة الأرضية حيث التقى معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى بنائب رئيس مجلس الوزراء الياباني السيد ميا كو شي، الذي رحب بوفد الرابطة، مؤكداً أهمية الزيارة في دعم الشراكة الفاعلة بين الحكومة اليابانية ورابطة العالم الإسلامي بوصفها ممثلة للشعوب الإسلامية ولديها رؤية جديدة تتفق وأهداف الحكومة اليابانية الرامية لدعم التعايش والاندماج بين الجالية المسلمة وبقية أطياف المجتمع الياباني.
وبدعوة رسمية من الحكومة اليابانية شارك معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في مراسم الذكرى السنوية الثانية والسبعين لسقوط القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، وسط حضورٍ دولي غفيرٍ شمل دبلوماسيين من الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، ورموزاً دينية وفكرية عالمية.
وأوضح معالي الأمين خلال اللقاء أن الرابطة بوصفها منظمة دولية تمثل الشعوب الإسلامية تجد نفسها ملزمة بكل ما من شأنه توحيد كلمة المسلمين وتثقيفهم ودعم جهود قيادات العمل الإسلامي نحو الأداء المؤسسي.
إندونيسيا.. دعوات لقيم التسامح
العاصمة الاندونيسية جاكرتا حظيت باهتمام الرابطة، خاصة أنها تتمتع بثقل إسلامي كبير، حيث استقبل نائب الرئيس الاندونيسي السيد يوسف كلا معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، في المكتب الرئاسي في العاصمة جاكرتا، حيث رحب بزيارة وفد الرابطة لإندونيسيا، مشيدا بالمشاريع الفكرية والخيرية التي تتبناها الرابطة في بلاده من خلال طرحها المتجدد في أبعاد دعوتها لقيم التسامح والتعايش الإسلامي والإنساني.
باكستان.. وعي الاعتدال الإسلامي
باكستان كان في قلب اهتمامات الرابطة وأمينها العام حيث شارك في المؤتمر الدولي: (الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي) الذي رعاه فخامة الرئيس ممنون حسين رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ونظمته جمعية أهل الحديث المركزية في باكستان .
وقد طالب المؤتمر العالمي «الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي برعاية فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد ممنون حسين، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد؛ بتطوير الخطاب الوسطي بما يراعي فوارق الزمان والمكان، ويتلاءم مع ثابت الإسلام القائم على الاعتدال، ويعالج مشكلات المجتمع المعاصرة، بعيداً عن الانفعال الذي يعبّر عن ردّة فعلٍ آنية تَغفل عن الآثار البعيدة.
أسبوع الأمم المتحدة
وحلَّ أمين الرابطة ضيفَ شرفٍ ومتحدثاً رئيساً في «أسبوع الأمم المتحدة للوئام بين الثقافات والأديان» بفيينا، حيث أكد أن التصادم الروحي والثقافي نتيجة غياب المنطق السليم ومهارات التواصل الحكيم، مبينا أن الأديان تعرضت لتاريخ طويل من الاختطاف والانتحال.
وشدد معاليه على أن التطرف ظل محارباً محاصراً في كهوفه.. ولم ينتشر إلا صحيح الإسلام، وأنه لا يوجد دين متطرف أو دين بلا متطرفين.
ولفت معاليه إلى أن التصادمُ الديني يكشف حقيقة بعض المنتسبين إليه لا حقيقة الدين، وأن الإسلام انفتح على الآخرين حتى انه أجاز الزواج من أهل الكتب السماوية، مبينا أن الوقائع التاريخية والآراءِ الدينية والسياسية والاجتماعية السلبية لا تُعبّر عن حقيقة الدين، وأنه لا يوجد صفة اعتبارية أُسيء إليها بانتحال شخصيتها كالدين. وقال إنه بالوعي والمحبة سنهزم التطرف والعنف والكراهية وننشرُ قيم التسامح والتعايش.
الاتحاد الأوروبي.. التسليم الإيجابي بالفروق الطبيعية بين الحضارات
وشاركت الرابطة بفعالية في أعمال مؤتمر الإسلام في أوربا والإسلاموفوبيا المنعقد داخل برلمان الاتحاد الأوربي من خلال ورقة عمل للمؤتمر، تناولت العديد من الموضوعات المتعلقة بالتطرف والإرهاب حيث أوضح معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أمام المؤتمرين بأن التسليم الإيجابي بالفروق الطبيعية بين الحضارات يُفضي إلى الإيمان بسنة الخالق في الاختلاف والتنوع والتعددية، وأن الصراع الحضاري حرم الإنسانية التعاون والتعايش.
ليل الفرنسية..
زيارات تكرس الوسطية
في ليل الفرنسية، قام معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى بزيارة لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية في مدينة ليل بفرنسا، يرافقه وفد رفيع المستوى، وذلك ضمن زيارته الحالية لعدد من الدول الأوروبية. وقد نوه د. العيسى بالدور العلمي والأكاديمي للمعهد، مؤكداً حاجة الجالية الإسلامية في الغرب لمثل هذه الصروح العلمية، التي تساهم في نشر مفهوم الوسطية، وتحقيق التواجد الحضاري، وتحصّن الشباب ضد تيارات العنف والطائفية.
كوسوفا.. وقفة إسلامية ضد التطرف
كوسوفا كانت مقرا لنقاشات حول الوسطية ودعوات التسامح، حيث استقبل فخامة رئيس جمهورية كوسوفا السيد هاشم ثاتشي معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، كما استقبله دولة رئيس وزراء جمهورية كوسوفا السيد عيسى مصطفى ومعالي وزير خارجية كسوفا السيد أنور خوجاي.
وجرى خلال اللقاءات بحث العديد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك والتأكيد على تعزيز قيم الاعتدال والوسطية والتعايش والتسامح والتنويه بالمنهج الكوسوفي المتميز في تطبيق هذه القيم الرفيعة.
جنوب إفريقيا على بوصلة الرابطة
جنوب إفريقيا أخذت نصيبها من الاهتمام، حيث استضافت المؤتمر العالمي عن «التعايش الاجتماعي وتنوع الديانات» الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مدينة ديربن بجنوب إفريقيا، وخلاله طالب العيسى من خلالها العلماء والمفكرين بمواجهة الحواضن المشجعة على الكراهية، مشيراً إلى أن الشعوب الواعية وممثلي الأديان والعلماء والمفكرين ومؤسسات التعليم ومنصات التأثير؛ يجب أن تحارب ظاهرة الكراهية التي سببت الكثير من المآسي وأوقدت الكثير من الحروب.
واستقبل فخامة رئيس جمهورية جنوب إفريقيا السيد جاكوب زوما معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، مشيدًا بالجهود التي المبذولة لنشر الاعتدال والوسطية ومحاربة الأفكار المتطرفة. وخلال زيارته لجنوب إفريقيا زار الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي جمعية العلماء وأكاديميات إسلامية وثقافية مختلفة.
ترحيب ماليزي.. ووسام للعيسى
ماليزيا بتفوقها وتطورها التقني والاقتصادي حرصت على التواصل مع رابطة العالم الإسلامي، وحظيت بفعاليات عدة من الرابطة، حيث زارها معالي الأمين العام بدعوة رسمية ليكون ضيفاً على الحكومة الماليزية، التقى خلالها دولة رئيس مجلس الوزراء الماليزي السيد نجيب عبد الرازق، ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور أحمد زاهد حميدي، ومعالي وزير الدفاع الماليزي ووزير الشؤون الخاصة بمجلس الوزراء السيد هشام الدين حسين، والذي عقد مع د. العيسى مؤتمراً صحفياً حول انطلاقة مركز الملك سلمان للسلام العالمي في نطاق شراكة الرابطة ومركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع في المملكة في تأسيسه بحسب الإعلان الصادر عن المملكة العربية السعودية وماليزيا إبان زيارة خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ لماليزيا، حيث يعمل د. العيسى مشرفاً عاماً على مركز الحرب الفكرية.
ومنحت مملكة ماليزيا معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أعلى أوسمتها وهو وسام الشرف الملكي المسمى (فارس الدولة)، بأعلى لقب يمنح لكبار الشخصيات التي قامت بجهود تاريخية تستحق تقدير مملكة ماليزيا وهو لقب (داتو سري)، الذي يضفي على حامله التقدير الاستثنائي والحصانة الكاملة داخل الأراضي الماليزية مدى الحياة، ويحمل هذا التكريم الشعور الماليزي الرسمي نحو علماء المملكة العربية السعودية، ولاسيما وماليزيا تعد في طلائع الدول الإسلامية في تطبيق قيم الوسطية والوئام والتعايش والتحضر.