هدى بنت فهد المعجل
في المحطات
في أول الحب
يبدو الحنين غريباً
إذا تلامس ظلاّن
في زحمة العابرين
هكذا نلتقي:
القطارات تعبر مسرعة
والتذاكر تذبل مثل القبل
هكذا نلتقي:
في الوداع الشهي
في التقاء الأصابع فوق رصيف الحقائب
في صدفة الرقم
في آخر الحانة المطفأة (1)
***
الحنين إلى محطات الحب في زحمة العابرين.. وعبور القطارات مسرعة.. وذبول التذاكر في الأكف.. كيف تلتقي والوداع الشهي!!!
كيف ارتبط اللقاء بالقطارات وانتهى بها كارتباط الحب بالصدف، وانتهائه بالوداع!!
لا حب يستمر...
لا قبل يستقر...
أنوار الوداع مضاءة ليلاً نهاراً
الشوارع مشرعة للراحلين
الطرقات مكتظة بهم..!!
والطريق إلى محطة القطار مسافة تحرض على الاسترجاع - التأمل - التذكر - ومن ثم الندم..!!
لا تراحع، أو رجوع فالقطار قد عبر
بعد أن تمزقت على قضبانه الصور
قال: ما زال في الحب بقية..
في القلب متسع..
في البال ذكرى.. وغاب!!
***
من كثر اختلاف مواعيدك معي
اضطر دائماً
أن أضبط ساعتي
على عقارب أعذارك (2)
***
لأفاجأ بتعثر عقارب أعذارك
ونكوص عقارب ساعتي للخلف.. مع لهفة الانتظار لماذا كل المحطات قطاااار !!؟؟ طول المسافة تحرض على النسيان والطريق من محطة قطار إلى أخرى طويل بيد أني سئمت الأرض.. عشقت تحليق الجو رنا قلبي نحو التحليق نحو وطن يحتضن الحب، ويحتويه، ويرعاه ليس كوطن كاتب رسالة مرتبكة!!
***
كلما كتب رسالة
إلى الوطن
أعادها إليه ساعي البريد
لخطأ في العنوان (3)
***
كل محطات القطار حاضرة في النصوص.. وغاب التحليق.. أو تخلفت الطائرة عن الحضور..
ما أطول مسافة بين الحب، والحب الآخر لأمتطيها جواً وأرحل؟!!
ليس هروباً
ما من أحد يستحق أن أهرب منه
هو الحنين ولا شك
فالحنين إلى محطات الحب، حب.
*** مفردات التمرد:
- لا نختار من نحب!! ولا يحبنا من اخترنا!! فنرقص فوق صفيح ساخن مذبوحين من الألم.
- الموت لا يأت من القبور !!
الموت يأتي من هنا..
من الضمير..!!
*** هامش:
النصوص (1) (2) (3) للشاعر العراقي: عدنان الصائغ