خالد بن حمد المالك
هناك نشاطات ترفيهية مقدرة، أغلبها - إن لم تكن كلها - حفلات غنائية، فهي الحاضرة دون غيرها، فالسينما لم تبدأ فعلياً بعد، والمؤشرات وضعتنا أمام حركة نشاط سينمائي خجول ومحدود بأفلام اقتصرت على أفلام الكرتون والأطفال، وظلَّ الحديث عن هذا النشاط يتم باستحياء.
* *
وبالغناء دون غيره لابد من الاعتراف بأنَّ الترفيه بمفهومه ومتطلباته وعناصره يعد الآن بمنزلة المفقود، أو المتواري خلف نشاط واحد فقط هو الغناء أو الطرب، فأين المسرح على سبيل المثال وليس الحصر لاكتشاف المواهب، وتمكين الناس من الاستمتاع بنشاطها.
* *
بعد السماح بدخول العائلات لمشاهدة المباريات الرياضية من الملاعب، كحدث مهم ألقى بظلاله على تطور غير عادي في تمكين المرأة من الاستمتاع بمشاهدة المباريات عن قرب، ويمكن النظر إلى هذه المتعة على أنها جزء من الترفيه، ولكن ذلك غير كافٍ ولا يغني عن تنظيم المهرجانات الترفيهية على مدار السنة.
* *
كانت أمانة مدينة الرياض - بالمناسبة - قد قامت منذ سنوات بمبادرات ترفيهية كثيرة وفق تنظيم مُحْكم، وركزت على أيام الإجازات الصيفية والمناسبات الأخرى لتقديم بعض العروض التي كانت تناسب تلك المرحلة، لكن الأمر تطور الآن، وأصبح المناخ يسمح بمزيد من المبادرات غير الموجودة آنذاك، وهذه مسؤولية هيئة الترفيه، ويمكن أن تعاضدها في ذلك جهات أخرى كهيئة السياحة.
* *
وإذا أردنا أن نوفر على أنفسنا هروب أموالنا إلى الخارج، في سياحات أسرية وفردية، ونشجع المواطنين على قضاء جزء من إجازاتهم في المملكة، وتحفيز شعوب الدول الأخرى على زيارة المملكة والترفيه والسياحة فيها، فعلينا بالتخطيط أولاً، وإنشاء وتجهيز الأماكن والمتطلبات لتقديم العروض المناسبة للجميع من الآن دون تأخير.
* *
لا أدري ما الذي يجري تحضيره، ولا حجم الاستثمار في قطاع الترفيه، وإلى أين وصلت مراحل التنفيذ للخطط والبرامج التي تم اعتمادها، وما الخطة أو الخطط السنوية لكسب الوقت في تحقيق متطلبات رؤية المملكة 2030 بإعطاء هذا القطاع الأهمية المطلوبة بوصفه أحد عناصر هذه الرؤية.
* *
فالمعلومات عنه تكاد تكون شحيحة ومحدودة، ولا تتناسب وأهميته، ومع يقيني أن هناك عملاً يجري، وتخطيطاً يتم، ومتابعة لا تتوقف، إلا أن غياب المعلومة قتل هذا الجهد، وغيَّب هذا العمل، وأوحى لنا وكأن الترفيه لا يستحق أن يتصدر وسائل الإعلام كغيره من الحراك غير العادي الذي يجري في المملكة.
* *
ربما يكون هناك عمل كبير يجري في هذا الشأن، وتتم المحافظة على سريته، بانتظار الإعلان عنه، ومفاجأتنا بالتفاصيل التي نبحث ونتحدث عنها، لا سيما أن المملكة لم تكن من قبل مهيأة بالتجهيزات المطلوبة لهذا الانفتاح السريع على المجالات الترفيهية التي أصبحت هناك قناعة بها من كل شرائح المجتمع.
* *
أتمنى على معالي المستشار النشط أحمد الخطيب أن يخرج على الجمهور، ويتخلى عن صمته، ويتحدث لهم عن الخطوات التي تمت، وتلك التي هي الآن في الطريق، فالمواطنون طال انتظارهم، وما زالوا على الوعد بأن شيئاً جميلاً وكبيراً من الترفيه سوف يغزو حياتنا، ويعوضنا عن سنين مضت وانقضت كان المواطن فيها يبحث (مضطراً) عن الترفيه ولكن في البلاد البعيدة.