فهد بن جليد
ماذا لو أُصيب الفنان المصري عمرو دياب بجلطة أو وعكة صحية أو مكروه -لا سمح الله- هل ستتم مُحاسبة الزميل الإعلامي عمرو أديب على ذلك بدعوى الحسد وأنَّ عينه حارة, نتيجة العويل واللطم والتحسُّر الذي لازمه في حلقة يوم الأحد من برنامجه الشهير (كل يوم)؟!.
تبدو العلاقة بين العمروان أبعد ممَّا يتوقع الجمهور, وقد تكون الفكاهة وخفة الدم والروح المرحة التي يتمتع بها الأشقاء المصريون حاضرة في المشهد, بل هي سيدة الموقف في عبارات الوصف بالصحة المُفرطة (للهضبة) وأنَّه للتو بدأ حياته من جديد، فيما عمرو الثاني لا يستطيع النهوض من فراشه دون مُساعدة رغم أنَّ فرق السن بينهما ليس كبيراً مع الجلطات التي يعاني منها, كنوع من الدعابة للتعليق على الفيديوهات التي ينشرها الفنان عمرو دياب أثناء مُمَّارسته للرياضة كل يوم وكيف أنَّها تسبَّبت في نكد عمرو أديب وحسرته المتواصلة على ضياع الصحة وعدم قدرته مُجارت ذلك, ولا يمكنك بأي حال من الأحوال لوم أديب على ما قال من وجهة نظري و-برأيي- على الأقل كون عمرو دياب هو من نشر الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي وعليه أن يتحمل تبعات ذلك حتى لو كانت من باب الهزار, عرب وسائل التواصل الاجتماعي من المُحيط إلى الخليج تناقلوا التعليق الفُكاهي بمواقف مُتباينه ومُتناقضة بين القبول والرفض لما قاله أديب وأنَّه لم يذكر الله أو يمسك الخشب بالطريقة المصرية, وهي حالة طبيعية لتعليقاتنا غير المُنتهية في العالم الافتراضي.
ليس بعيداً عمَّا جرى يبدو المشهد على وسائل التواصل الاجتماعي شبيه بذلك, فهو مُقلق ومليء بالمُتناقضات من عموم مُستخدمي شبكات التواصل بحثاً عن الشهرة والانتشار, فمن يعرض بضاعته على الناس بشكل زائد عن المعقول والطبيعي, عليه أن يتحمل نقدهم وتعليقاتهم برحابة صدر, وإلاَّ فليسعه السكون وعدم نشر يومياته بشكل عام وعلني, فالتباهي بتفاصيل الحياة مهما كانت دقيقية وخاصة, واستعراض الأنشطة اليومية وحياة الرفاهية المُصطنعة قد يكون أمراً مُستفزاً ومُؤذياً لمشاعر شريحة كبيرة من المُتابعين غير القادرين على فعل ذات الشيء (كالسفر, زيارة لمطاعم, التسوق, الترفيه, الصحة, السعادة..) وهو ما يستوجب مراعاة ذلك حتى لا يزيد النكد بين المُتابعين بالفعل, على طريقة عمرو أديب عندما حاول لفت الانتباه وهو يصرخ (يانهار أسود ومنيل, الراجل صحتة مُتفجرة).
وعلى دروب الخير نلتقي،،،