ميسون أبو بكر
عنونت مقالي بجملة سيدي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز التي أعتبرها خارطة طريق للمملكة ونهج للسعودية الجديدة, التي نهجها الوسطية والإسلام المعتدل، هي جملة اختصرت الضدين الذين جعلتهما خارج نطاق دولة لا تسكت للمنحل ولا تهادن المتطرف.
ولعل المقترح الذي قدمه عضو مجلس الشورى د. فايز الشهري عن حماية الذوق العام قد لاقى أصداء واسعة في المملكة وتداعت له الأقلام بالكتابة والتصفيق وأنا من تلك الزمرة المؤيدة للسجن والغرامة لمخالفي قانون الذوق العام وخدش الحياء.
الغرامة المالية والسجن قد تكون عقابا رادعا للمخالفين وإلزاما بالأخلاق الدينية والنهج الوطني بمقابل غياب رقابة السلطة الدينية حيث لوحظ عند البعض الخروج عن المألوف، فربط مخالفات الذوق العام بنظام واضح وقوانين رادعة من سبيله الحد من الإساءة للمظهر العام للمجتمع السعودي كما الحد من الاجتهادات الفردية التي قد يقوم بها البعض ممن يجعل نفسه مؤدبا للآخر مما يثير الخلاف والنزاع في المجتمع.
في أمريكا المنفتحة على الآخر يطبق مثل هذا القانون في ست ولايات، حيث على سبيل المثال تغرم مدينة تيمونسفيل الصغيرة في ساوث كالورينا مرتدي سروال «طيحني» بين مئة إلى ستمائة دولار.
وورد في نص القانون «أن المدينة التي تبعد 70 كيلومترا عن كولومبيا تريد أن تحافظ على الذوق العام في شوارعها، وأشار أن المرسوم يهدف إلى مساعدة الشباب على اتخاذ قرارات أفضل» في العديد من الدول يطبق هذا القانون الذي يقي المجتمع من الكثير من الممارسات التي تشوهه والكثير من التجاوزات التي تسيء.
ننتظر تقديم مقترح القانون وننتظر تطبيقه.
منذ زمن بعيد وأنا أقرأ للكاتب الساخر الجميل مشعل السديري، المقالات التي تعد ككبسولة من الفكاهة تحلق بنا لهنيهات من السعادة والضحك، بعد وفاة ابنته توقف عموده لأسابيع، وبت أترقب لحظة المقال الأول بعد الحزن، والسؤال الذي يشغلني: كيف ستحتفظ مقالاته بتلك النكهة التي اعتدناها من كاتب يعتبر من قلة من الكتاب في ذات المجال؟
عاد السديري وعدنا نفتح نوافذه أغلب الصباحات في الصحيفة الخضراء، ولا أخفيكم أني كامرأة جربت الفقد أجس في كل مقال نبضة حزينة سرعان ما يبددها إصرار الكاتب على حضوره، ففي الكتابة حياة.