نَتَوهُ فِي عَالم الْخَيَالِ وفِي سَمَاء الأمنيات وفِي وِدْيانِ التضْحِيَاتِ نَغَوُصُ فِي نِقَاشَات حَادة تَجُرنَا الى قِيعَان بحَوْر من الْكَلِمَاتِ الجارحة وَسُرْعَانَ مَا تَتَحَولُ الى إعصار هَائِج من الردُود لِيَرْسُوا الْجَمِيعُ عَلَى شَوَاطِئ تَفْتَقِد الْحُب والأمان وجمَال الْمَكَان ولنبدأ بالْبَحْثِ عَنْ سُبُلٍ أخرى ولَكِن هَلْ سَنَصِلُ الى دَار السلَامِ.
وكَيْفَ السبِيل؟
جروح بَقِيَتْ وَشْماً عَلَى الصدُورِ
وَعَادَتْ الْحَيَاةُ مِنْ جَديدٍ، صَبَاح مُخْتَلِف ابتساماتٌ دافئة، قُلُوب تُرَفْرِفُ، يبْزُغُ فَجْرٌ من نَوْعٍ آخر لِتَعُلِن الْأَحَادِيثُ عَنِ املَ امنياتٍ تَتَرَقبُ مُسْتَقْبلا حَافِلا بِالنجَاحِ اجتمع الأحبة عَلَى فناجيل دافئة مِنَ الْقَهْوَةِ العربية، لِيَبْدَأَ حَديثٌ يجَرُّ حَديث مَشَاعِرِ مخُتلطة، حُب، اشتياق، غيرة، تَمردٌ، قُوة، لِكُل شَخْص أُسْلوبه الشَّيق بالحياة اختلفَ الصَّدِيقَان، ذَات يَوْم كَلِمة رُدتْ بكلمة، جُرحٌ قَابلَه جُرْح، لِتَتَفَاقَم القضِية بقيَتْ حَرْبٌ مَجْهُولَةُ الهَوية لَمْ تُثَمرْ نَتَائِجُهَا عمن هُوَ الْمُعْتَدِي ومن هُوَ الْمُعْتَدَى عَلَيهِ، فِي حِين أَن اسبابها لَيْسَتْ كَافِية لِتَسْتَحِق اسم (حَرْب) وَما ليس نَجْهَلُهُ بِأَنهَا جُروحٌ بَقيتْ وَشْماً عَلَى الصدُورِ.
للجروح شَظايَا
عاد الصبَاحُ بِحُلةٍ جَديدة لِتُلَامِسَ الذكْرَى قُلُوباً مُرْهقة اِسْتَعَادَتْ قِواهَا مَعَ بداية شُرُوق الشمْسِ لِتَخْبر منْ حَوْلهَا بَأن الثقة لَهَا حُدودُ وأن الكلمة لَاَبِد لِهَا مِنْ مِيزَان وَأنهم أصبحوا فِي زَمَن يَقِل بِهِ الأوفياء وَيَكْثُرُ بِهِ الاصدقاء مِمنْ يخلفونَ وَراءَهُمْ جروح شظاياها كَسهَامِ الْغَدَرِ مُؤْلِمَة.
فِي ثَنَايَا الرّوحِ بَقَايَا
كَلِمَات مُتَطايرُة تَسَاقَطْتِ كَالْسهَامِ عَلَى أوتار أحاسيس رَقيقة بِحُوْر هَائِجِة مَنِ الآلام خطتْ وَشْمَا اِثْرَيَاً بِقُلُوب اِرْهَقهَا ظلم البشر لِتَبْقَى أزمنة تُحَاوِلَ النسْيَان تعبر عِبَرَ مَتَاهَاتٍ مِنَ الأحزان و قِطارٍ مَنِ الذكْرَيَات تَملك مَحَطات مُؤْلِمة تَجَاوَزتهَا لِتَقِفَ عِنْدَ جمَال اللحظة و أُنسة الأُلفة و الكلمة الطيبة و لِتعُلن عَن أن الْبَقَاءَ لِمَحَطاتِ الْجمَال ومَا سواهَا بَقَايَا فِي ثَنَايَا الروحِ لَا قِيمة لهَا.
هَلْ سَنَرْسُو عَلَى بَر الأمان؟
الحياة مَلِيئة بالمفاجآت و العقباتِ والمتاهات وَيَبْقَى فِي النفْسِ اِحْتِيَاج لِلْحَب و السلَام لِتُحَارِب الْجَبَرُوت وَالْحِقد تَحْتَ شعَار لَا لِلْكَلِمَاتِ الجارحة التِي زَرَعْت بِالنفْسِ عَتَبَاً اِفْقدْهَا الْهُدُوءَ والسكينة تَاهَتْ فِي عَالم آخر بَيْنَ صِراعِ الْقلبِ وَالْعقلِ وبقيت تُجَاهِدُ للموازنة بَيْنهُمَا مِنْ هُنَا كَانَتْ البداية التِي صنعَتْ فَرَقا بَيْنَ الْمَاضِي و الْحَاضِرَ مَحَتْ الْمَاضِي الأليم و لمْلمَتْ تِلْكَ الجروح المبعثرة لِتَصل الى بَر الأمان.
لنبقى بِانْتِظَارِ لحَظاتٍ أجْمل تحمل لنا مفاجآت تُنَير دُرُوبنَا إِلَى طَرِيقِ الْخَيْرِ
سَامَحَ اللَّهُ منْ قَسا وَتَركَ جُرْحًا لا يندمل.
** **
سارة سليمان - الباحة