د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
شاركت السعودية في دافوس الذي بدأ في 23-1-2018 استمر أربعة أيام بوفد حكومي كبير ورجال أعمال برئاسة الوزير إبراهيم العساف، وإذا كانت الصين تتشبث بالعولمة وتتعهد بتدابير تفوق توقعات العالم، والقادة الأوربيون يهيمنون على ساحة منتدى دافوس بعد رفض الهند وكندا الحمائية، وأكدت ميركل أن العزلة لن تقودنا إلى مستقبل جيد، وقالت علينا إيجاد حلول متعددة الأطراف وليست أحادية، فيما عرض الوفد السعودي خريطة التحول الوطني أمام صناع القرار الاقتصادي العالمي في دافوس بصفتها أداة تفاعلية تجمع عديداً من البرامج الاقتصادية.
أوضح وزير الخارجية عادل الجبير للمشاركين بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يريد تحويل السعودية إلى دولة قوية تعتمد على الابتكار لتكون مثالاً يحتذى به على الصعيدين العربي والعالمي، ويجب أن يكون هذا التحول شاملاً.
لم يتعود العالم أن يرى السعودية تسير بخطى سريعة وجريئة بعدما كانت تتبع خطط السير ببطء، فيما راعت السعودية في هذا التحول السريع والجرئ في أنها تمتلك طاقة شبابية تقدر بنحو 70 في المائة من المجتمع وجلهم متواصلون عبر قنوات التواصل الاجتماعي ويواكبون التطورات الحاصلة في العالم، وكثير منهم درس خارج المملكة ولديهم خبرات وطموحات، وفي نفس الوقت لديهم ثقة في حكومة بلدهم لفتح المجال لهم سواء كانوا رجالاً أو نساء.
لذلك وجب فتح مجالات الترفيه والابتكار والإعلام والسماح للحوار العلمي، والتعامل مع الفساد بطريقة واضحة، هذا من شانه أن يسمح للسعودية بالمضي قدما نحو الأمام وتحقيق تنويع مصادر دخل بجانب النفط القادرة على خلق وظائف جديدة تستوعب الأعداد الجديدة الداخلة إلى سوق العمل.
السعودية تضطلع بدور قيادي وترى أن هناك فراغاً بعد تراجع أمريكا، ولن تسمح المملكة بقوى الشر أن تملئ هذا الفراغ بعدما فشلت محاولات احتواء قوى الشر لنحو 35 عاماً في التواصل مع إيران، ودورها في الصراعات الإقليمية والنقاط الساخنة المتعددة من بينها اليمن ولبنان وغيرها.
لذلك أخذت السعودية على عاتقها دوراً أكثر نشاطاً في المنطقة للتصدي لنفوذ إيران من خلال إضعاف حزب الله من أجل تقوية الدولة لبنان، كما استجابت السعودية لنداء الشرعية اليمنية لدحر الانقلابيين الحوثيين بالتعاون مع الحلفاء في الخليج، وهي تتعاون مع دول عربية أخرى لعزل إيران وقطع دابر توسعها في المنطقة العربية.
وفي الجانب الآخر صرح خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بأن الطلب على النفط سيصل إلى 120 مليون برميل يومياً في الأعوام الـ 25 القادمة، وأن طفرة النفط الصخري ليست تهديداً الآن بسبب أن إنتاج دول أخرى يتراجع مثل المكسيك وفنزويلا وغيرها من دول.
تسعى السعودية لرفع تنافسية القطاع الخاص وإيجاد قيمة مضافة في صناعات البتروكيماويات والتعدين والطاقة المتجددة لتحقيق التحول الوطني.