فهد بن جليد
فضح مخططات وأهداف وأطماع إيران ضد المسلمين والعرب بكل مذاهبهم بلسان وصوت (شيعي مثقف) خطوة موفقة من هيئة الصحفيين السعوديين التي استضافت الكاتب والمفكر والأكاديمي العراقي الدكتور نبيل الحيدري في ندوة وحوار مفتوح بينه وبين نخبه من المثقفين ورجال الصحافة والإعلام، تنوعت فيها الأطروحات والأفكار بتبادل المعرفة الثقافية, والإجابة عن كل الأسئلة والمداخلات حول حقيقة طهران من الداخل، ولاسيما أن ضيف الندوة يملك خبرة ودراية كبيرة بحقيقة الشأن الإيراني.
الوقت حان ليكتشف المسلمون والعرب - سنة وشيعة - أن نظام الملالي الفارسي في طهران لن يجلب الخير لبلدانهم ولا لشعوبهم؛ وبالتالي يجب لفظه وطرده ومقاومة الأفكار التي تؤدي للتبعية له داخل المجتمعات العربية الشيعية تحديدًا؛ ليعود أفرادها إلى حضن أوطانهم الأم كجزء طبيعي من نسيجها المجتمعي المتنوع بعيدًا عن أفكار التطرف والتوسع وتصدير الثورات والكراهية التي يعيش ويقوم عليها هذا النظام المخادع الفاسد, وهو ما يجب أن ينصت له العرب الذين خُدعوا بالشعارات الزائفة التي يروج لها هذا النظام عن نفسه وثورته، ولم يشعروا بأنهم انجرفوا ضد أوطانهم ومكوناتهم المجتمعية، بل ضد حقيقة وجودهم أصلاً؛ فالممارسات الإرهابية للنظام الخميني الفارسي وأطماعه التوسعية طوال أكثر من ثلاثة عقود حاول فيها خداع المجتمعات الشيعية؛ ليظهر أمامهم بثوب المدافع عن حقوقهم، وكأنه المرجعية للشيعة في العالم, والحامي لهم والمدافع عنهم, بينما تتكشف الحقائق يومًا بعد آخر وعلى لسان من عاشوا داخل إيران، واكتووا بنيرانها, وهي الرسالة التي تصل بشهادة أصوات شيعية مختصة وقريبة من المشهد الإيراني كالدكتور الحيدري الذي عاش في طهران ثمانية أعوام تقريبًا. ومن المفيد جدًّا تنظيم مثل هذا اللقاء المفتوح بينه وبين المثقفين والكتاب والإعلاميين لتبادل الأفكار والحقائق مباشرة، مما سيضمن بكل تأكيد تزويد صناع الرأي والمحتوى وقادة الفكر في وسائل الإعلام السعودية بالمزيد من الحقائق الموثقة من مصادرها حول نظام طهران وأطماعه؛ وبالتالي ينعكس على نوعية ومحتوى المنتج الإعلامي السعودي بتثقيف المتلقي العادي، وتقديم المعلومة الصحيحة له، ونشر القراءة التحليلية أمامه لمجمل الأحداث من حوله بطريقة إعلامية ومهنية سليمة.
نحن ننتظر من هيئة الصحفيين، ومن رئيسها الأستاذ خالد المالك، المزيد من الندوات واللقاءات المماثلة في مختلف المجالات باستضافة الأشخاص المختصين تحت (قبة الهيئة) مما يجعنا أمام حالة من التفاكر الثقافي الصحي المنوع، الذي تفوق - برأيي - على جلوس أمثال هذا الضيف على طاولة استوديو أمام مذيع واحد وبفكر معد واحد.
وعلى دروب الخير نلتقي.