«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
يحلم كل مسلم في عالمنا الإسلامي أن تتاح له الفرصة أن يؤدي الفريضة «الحج والعمرة» وأن تتاح له الظروف لأن يصلي في المسجد الحرام وأن تتكحل عينيه برؤية «الكعبة الشريفة» وبفضل الله أتاح لعبادة المسلمين هذا الحلم وأكثر من خلال سهولة الوصول لبيته المقدس قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} (96) سورة آل عمران، هذا البيت الذي تتشرَّف المملكة بخدمته وكافة المسلمين وبالتالي حمل قائد هذه الأمة الملك سلمان بن عبد العزيز اسم خادم الحرمين الشريفين ومن سبقه من أشقائه. والسهولة هنا وهذا أيضاً من فضل الله أن سخَّر للمسلمين الوسائل المختلفة والسهلة واليسيرة للوصول إلى بيت الله الحرام. فبدلاً من القوافل والسفن والسيارات باتت الطائرات السريعة والحديثة أكثر سهولة ويسر فخلال ساعات باستطاعة المسلم القادر أن يكون في مكة المكرمة. وليس هذا فحسب فلقد سخّر الله لهذا الوطن وبما أنعم الله عليه من خير ومقدرة وإمكانات أن يسخّر جزءاً من هذا الخير في توفير كل ما من شأنه يخدم وينمي ويطور «الحرمين الشريفين» فالتوسعات ومنذ عهد المؤسس - طيَّب الله ثراه- تتوالى وتتضاعف بين عقد وآخر. والحاج أو المعتمر أكان من داخل المملكة أم من الدول الخليجية أو العربية والإسلامية يدهش مما يشاهد من توسعات وخدمات تقدّم لضيوف الرحمن منذ لحظة وصوله للموانئ الجوية أو البرية والبحرية. ومؤخراً قمت بأداء العمرة وحرصت أن أصلي الجمعة في رحاب المسجد الحرام وشاهدت على الطبيعة ومباشرة كيف تدار حشود المعتمرين منذ لحظة وصولهم إلى المسجد الحرام وكيف تطبق وبحرفية متميزة عمليات التنظيم والتيسير على المعتمرين ومئات الألوف الذين قدموا لأداء صلاة الجمعة. شيء عظيم من قيادة ووطن كريم أن يشاهد المسلم هذه الأعمال الجليلة والعظيمة تقدّم بدون منة وبيسر وسهولة ومع كل الاحترام والتقدير. والرائع أنك تجد انسيابية في الطواف والسعي رغم الحشود البشرية من المعتمرين. والقادمين لصلاة الجمعة من مختلف المدن في المنطقة الغربية وغيرها. فأنت تجد مئات الأتوبيسات التي نقلت الراغبين في صلاة الجمعة في الحرم من مختلف المدن المجاورة. فهناك من يحرص كل جمعة على أن يؤدي صلاتها في الحرم. فالصلاة في المسجد الحرام، فهي بمائة ألف صلاة لحديث عبد الله بن الزبير.. من هنا فالجميع يسعى لأن يحظى بهذه الخاصية الفاضة لذلك نجد تضاعف الأعداد جمعة بعد أخرى. وبالتالي تجد من يأتي مبكراً للمسجد الحرام حتى يجد له مكاناً في صحن الحرم أو بالقرب منه أو في الأدوار الأول وعلى الرغم من حضوري مبكراً فلم أستطع الصلاة إلا داخل الأروقة. ولست مجاملاً ولا أقول شيئاً لم أشعر به أو شاهدته لقد رأيت من حسن الخلق والتنظيم من رجال «قوة أمن الحرم» من رجال ونساء ما يجعلك تثني على ما شاهدته كل هذا وذاك يشكِّل طمأنينة وروحانية لكل معتمر أو زائر للمسجد الحرام ليؤدي الصلاة فيه سواء أكان يوم الجمعة أو سائر الأيام.. في الفندق الذي أقمت فيه كان به مجموعة كبيرة من المعتمرين من مختلف الدول. وسمعت بعضهم وهم يثنون على ما شاهدوه في المسجد الحرام من مشاريع وتوسعات والتي شكَّلت رافداً مهماً ساعد المعتمرين والمصلين على أداء عمرتهم في يسر وسهولة وأجواء آمنة منقطعة النظير!