فهد بن جليد
هل سيتم الاستغناء عنها ومُعاملتهنَّ تدريجياً بمعاملة مُماثلة للطلاب الذين لا توفر لهم خدمة النقل أثناء الدراسة الجامعية تحديداً؟ أم أنَّ هذه الميزة ستبقى خاصة للطالبات مجاناً أو برسوم رمزية لتشجيعهنَّ على مواصلة التعليم، خصوصاً مع عدم قدرتهنَّ جميعاً على الحصول على سيارة في فترة الدراسة أو قيادتها في هذه المرحلة العُمرية.
أرجو عدم إخراج هذا السؤال عن سياقه، أو التشكيك في نوايا طرحه، فقد تبادر إلى ذهني فقط وأنا أقرأ تحقيقاً نشرته الزميلة (صحيفة اليوم) حول فكرة إدخال خدمة الباصات التردُّدِية برسوم شهرية لنقل الطلاب الذكور من المنازل إلى الجامعات والعكس، مع حزمة الفوائد المرجوة من ذلك والتي تتمثل في تخفيف التكاليف والضغط المالي على الطلاب، توفير للجهد والوقت، وتقليل التلوث البيئي من عوادم السيارات، وخلق فُرص استثمارية جديدة ومداخيل مالية للجامعات، والتخفيف من زحمة السير في الشوارع وأزمة تكدُّس السيارات في مواقف الجامعات (هناك عشرات بل مئات الآلاف من المركبات ستتوقف عن الرحلات الصباحية)، تغيير مفاهيم اقتناء السيارات للأولاد (ذكوراً وإناثاً) في فترة التعليم الجامعي وهو ما يشكِّل عادة ضغطاً مالياً على الأسرة أو على الأقل الاستغناء عنها فترة الذروة، هذا الأسلوب للنقل معمول به عالمياً ويوفر الحماية اللازمة والأمان -بإذن الله - للطلاب، ويمنح الدراسة شيئاً من الجدية والالتزام، البيئة التي تم اختيارها لمناقشة الفكرة هي المنطقة الشرقية بمُختلف مدنها وبلداتها وقراها، وكيف يمكن ربطها بالجامعات في رحلات ترددية يومية و- برأيي- أنَّ مثل هذا الفكرة يمكن تطبيقها أيضاً في الرياض وجدة ومدن أخرى، وستلقى القبول والنجاح لو تم طرحها وتنفيذها بشكل يتناسب مع احتياج طلاب المرحلة الجامعية، ليُلبي طموحهم، مع الاستفادة من مشاريع النقل الضخمة فيها.
هذه المشاريع (قطارات وباصات) تمهد لطرح خيارات متنوعة أمام السكان من خلال مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بالرياض كمثال، وهنا أعتقد أنَّ طلاب الجامعات هم جزء مهم للتفاعل مع هذا المشروع والاستفادة منه، وقد استبشرنا بالإعلان عن اختيار (سفراء وسفيرات للمشروع) من خريجي وطلاب الجامعات - وبرأيي- أنَّ العمل باكراً لتوفير هذه الخدمة ونشر ثقافة استخدام الباصات بين صفوف طلاب المرحلة الجامعية المُستجدين على الأقل، أفضل من انتظار إطلاق المشروع ومن ثم تسويقه عليهم في مستويات أعلى، لأنَّ الصعوبة ستكون مُمَّاثلة لما سيحدث من عزوف متوقع لاستمرار اعتماد شريحة كبيرة من الفتيات على الباص الجامعي، مع توفر سيارات خاصة بهنَّ، وهو ما يجعل طرح السؤال في العنوان مشروعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.