سعد الدوسري
كم أحزن، وأنا أشاهد طفلاً سعودياً، وهو يضع بين يديه جهازاً لوحياً من أحدث طراز، ويتابع عليه أناشيد لفرقة عربية، لا علاقة لها بالفن ولا بالفكر، مستغلةً المحافظة الدينية، لكي تمرّر مشروعها التجاري الضحل!
من البائس جداً أن يخلو المحتوى السعودي من أعمال راقية للأطفال، تتناسب مع تطور عقليته ووعيه. ففي الوقت الذي ينتج الغرب للأطفال، أكثر الأعمال السينمائية تطوراً، وأكثرها مبيعاً على شباك التذاكر، لا يجد الطفل السعودي سوى «فرقة» تطير بعقولهم نحو محتوى متهالك ومكرّر، لا يحمل أية قيم متجددة. لذلك، فإن من الضروري أن تكون لدينا مبادرات حقيقية، وليست لمجرد الاستهلاك الإعلامي، تتوجه لتطوير المحتوى ولتغيير أنماطه المتكلسة.
يوم أمس الأول، دشّنت جمعية الغد للشباب، وبحضور وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، ومدير مكتب ولي العهد أمين عام مؤسسة مسك الخيرية بدر العساكر، وعدد من الشخصيات، أول منصة إلكترونية عربية لإثراء المحتوى الإعلامي والفكري لتعزيز القيم، وذلك خلال افتتاح فعاليات ملتقى القيم الأول المنعقد في الرياض. ولعل مثل هذا التدشين، سيسهم في لفت الأنظار إلى حاجتنا الماسة لمحتوى يتناسب مع دخولنا لزمن جديد، ولا يجعلنا، مثل غيرها من المبادرات، نركض في نفس المضمار!!