فهد بن جليد
دراسة سلوك المستهلك في السوق السعودي أثناء تسوق المنتجات الغذائية والاستهلاكية خطوة في الطريق الصحيح من هيئة الغذاء والدواء التي أعلنت قيامها بأربع دراسات لهذا الغرض، وخصوصًا فيما يتعلق بمعرفة ما إذا كان المستهلك يراجع المعلومات والقيم الغذائية وتاريخ الإنتاج أو الانتهاء وبلد المنشأ، وارتباطه بالحالة الصحية والغذائية له، إضافة لدراسة الملصقات الغذائية على الحليب والعصائر تحديدًا، وملصقات السعرات الحرارية، ومدى تأثيرها في قرار الشراء من عدمه.
حتى تكتمل المعادلة، وتتضح الصورة بشكل أكبر - برأيي - فإن هناك سلوكًا آخر يجب دراسته، هو سلوك (التحايل) الذي تمارسه بعض المصانع والشركات والمراكز التجارية لناحية تضليل المستهلك بالعروض الترويجية فيما يخص طريقة كتابة ووضع المكونات الحقيقية للمنتجات بخط صغير؛ يحتاج لمكبِّر أحيانًا، وتواريخ صلاحيتها بألوان متداخلة، وخطوط متقطعة، رغم أهمية أن تكون هذه المعلومات واضحة، إضافة للتقليد المتبع بوضع المنتجات التي أوشكت صلاحيتها على النفاد في مقدمة الرفوف والصفوف؛ حتى تكون أول ما يتناوله المستهلك أثناء التسوق تهربًا من خسائر الإتلاف. نحن بحاجة إلى أن تقوم هيئة غير ربحية أو تجارية بمثل هذه الدراسات. ومن المهم أن تكون هذه الدراسات مُحكمة ومقبولة، ويُستند إليها مستقبلاً؛ حتى تترجم كتوصيات أو قرارات، تساهم وتساعد في تجويد وتحسين سلوك المستهلك، وبناء ثقة كاملة بينه وبين التاجر أو المصنع.
لا أعرف هل الهيئة أشركت معها جهة متخصصة في مثل هذه الدراسات، تشرف على ورقة الاستبيان والأسئلة المطروحة، ونوعية الجمهور المستهدف؛ لنضمن أنه شريحة معبِّرة عن المستهلك السعودي؟ لا أريد أن أعقِّد المسألة، وأتمنى أن تستمر الهيئة في مثل هذا التوجه، وتتوسع فيه؛ ليشمل نواحي أخرى وشرائح أكبر في مختلف المناطق.. ولكن لنتذكر أن رؤية هيئة الغذاء والدواء فيما يخص الغذاء «بناء منظومة رقابة فعّالة، ترتقي بسلامة الغذاء وجودته», وأن رسالتها «تطبيق نظام رقابي متكامل، يستند إلى أسس علمية»، وهو ما ننتظره نحن المستهلكين، وخصوصًا لناحية إلزام هذه الشركات بوضع بطاقات وملصقات منتجاتها بشكل واضح ومقروء. تبدو الخطوة الأولى مقبولة في الرياض، ومن خلال مشاركة متطوعين للقيام بهذه الدراسات المنوعة، التي أرجو أن نرى أثرها في المستقبل، مع شكر وتثمين دور الهيئة.
وعلى دروب الخير نلتقي.