في مستهل جولتي السنوية على المحافظات هذا العام..
أنخت ركابي في الطائف..
هذه المدينة الجميلة التي قضيت عشر سنوات من عمري طالباً في مدرستها النموذجية..
كنت أشاهد جمالها وهو يُبهرُ نظّارها..
وأتابع أحلامها وهي تتخطّى أسوارها..
واليوم أراها تنافس كبريات المدن..
وتستعيد مكانها مصيفاً للوطن..
وأثناء الجولة دخلت أحد أسواقها الحديثة..
فسرني ما رأيت من نظافة ونظام وتنظيم..
وعرض جذاب جميل..
توقفتُ عند بعض الشباب في مدخل أحد المعارض..
لأسأل أحدهم: من أين أنت؟
قال: سعودي..
قلت: ومن أين؟
قال: من (وذكر اسم القبيلة)
قلت: ولماذا لا تلبس الزي السعودي؟
قال: مفروض عليَّ من صاحب المحل
فعجبت.. ومشيت..
وعدت من الجولة.. وأنا أفكر في هويتنا!
استعدت مظاهر الناس في شوارعنا..
ومتاجرنا..
ومطاعمنا..
ومدرجات ملاعب كرة القدم!
والأهم من هذا.. وذاك.. في مدارسنا وجامعاتنا
أين الزي السعودي؟!
كم من الشباب تخلّوا عنه؟.. ولماذا؟!
هل هُزمت الغترة والعقال والثياب..
أمام السّترة وبنطال الاغتراب؟!
هل ننشد التّطوير.. أم التّغيير فقط؟!
وهل كل تغييرٍ تطوير؟!
وهل تحديث التعليم.. والإدارة.. والصناعة.. وغيرها
يعني تغيير الملبس.. والمبدأ.. والمعتقد؟!
وإذا خلعنا ملابسنا اليوم تقليداً للغرب
فماذا سنخلع غداً إذا قدمت الصين من الشرق؟!
** **
- خالد الفيصل