د. صالح بكر الطيار
باتت إيران ممثلها في نظامها الهزيل في عزلة دولية كبرى وبعيده عن الحراك الدولي السياسي وسط مؤشرات بعقوبات تلوح في الأفق نحو العديد من جرائم نظام طهران الذي ارتكبه في حق شعبه وفي الشعوب الأخرى عندما دعم ميلشيات الفتن وأحزاب الشيطان.
بات الخطاب الأمريكي يضع إيران على أجنداته في كل مناسبة ولو تتبعنا للخطابات الصادرة من البيت الأبيض فإنها تندد بما يقوم به النظام من دعم للإرهاب وسط معلومات مؤكدة في مجلس الأمن والمنظمات الدولية تضع إيران أمام اتهامات متعددة وادانات متلاحقة في العديد من جرائم الحرب وفي معاناة الشعوب وفي تاجيجيها للطائفية وكذلك دعمها للإرهاب وسيرها سنوات في التخطيط لخلق الفتن بين الشعوب والحكومات ودعم المسلحين وإثارة الحروب الأهلية والتخريب .
ومع ذلك يواجه النظام انقسامات من الداخل بعد ثورة الشعب التي بدأات الشهر الماضي في ظل استياء كامل من المنظمات الحقوقية والعدلية والإنسانية حول العالم من الوضع الراهن للشعب الإيراني الذي يعاني من الفقر والبطالة ومن انتشار الجريمة المنظمة ومشاكل العصابات والمافيا وانتشار الأمية وانخفاض معدلات الدخل وتوقف التنمية .
في ظل ذلك فإن المجتمع الدولي بات في حالة من الصحوة السياسية تجاه نظام الملالي بعد أن تغافلت بعض الحكومات ما قام به النظام من تدخلات في سوريا واليمن والعراق وإشاعة الفوضى في تلك البلدان إلا أنه ومع الثورة الأخيرة وظهور النظام الإيراني مدانا بمد جماعات الحوثي المسلحة بالصواريخ لتهاجم المملكة العربية السعودية وتستهدف المنشآت والمواطنين فإن الوجه الأسود قد خرج من وراء أقنعة الدسائس التي ظل نظام الملالي يخطط لها سنوات طويلة .
يجب أن يعي النظام الإيراني أن ما يواجهه الآن من ضغوط دولية وداخلية كانت نتيجة للهمجية والقمع الذي مارسه مع شعبه والعدوان المخطط له على جيرانه وعلى مصالح الدول ومقدراتها وهو مصير كل نظام يمارس التدخل في شؤون دول لها سيادتها وزرع الفتن داخل شعوب آمنة حتى تحولت إلى متناحرة في معارك طاحنة .
وسط كل هذه المؤشرات الدولية فإن النظام الإيراني مقبل على خسائر كبرى على جميع مستويات القرار والتعاطي مع الأحداث لأنه ظل عقودا مصدرا للفتن ومروجا للأباطيل .
انتفض الشعب الإيراني وتعاضدت معه عشرات الشعوب من شتى بلدان العالم وهم يرون ويسمعون ما خلفه نظام الملالي وولاية الفقية من دمار بالدول وإساءة للشرعية الدولية وانتهاك لحقوق الإنسان .
استيقظ المجتمع الدولي وأتمنى أن تكون هذه الصحوة مستديمة حتى يتم فرض العقوبات اللازمة ووقف عدوان إيران وطغيانه وتدميره ووقوفه وراء دعم الإرهاب حتى تتحول عزلته إلى استسلام كامل وهزيمة نكراء.