د.ثريا العريض
غدًا 14 فبراير يحتفل الإيجابيون في العالم بيوم الحب، ويرسل كل محب هدية إلى كل فرد يعتبره من أحبابه؛ ليعبِّر لهم عن مشاعره.. قد تكون باقة ورود حمراء, أو علبة حلوى، أو بطاقة تحوي سطورًا، ترسم كلمات محبة وتقدير. وما زلت أحتفظ ببطاقات وصلتني من صغاري على مدى العمر منذ كانوا صغارًا، توجِّه مدرستهم شخبطاتهم الحبيبة.
ربما الآن يرسل الشباب رسائلهم بالإيميل والفيسبووك والواتس آب وتويتر وغيرها من وسائل التواصل. وأتوقع أنني سأستلم منها الكثير، رسائل حبية، صاغها فنانون محترفون؛ ليرسلها الطيبون إلى من يعزون.
سيسعدني جدًّا أن أقرأ ملامحي ومشاعر مَن حولي برسالة وهدية من أي قريب يعبِّر عن مشاعر إيجابية. ولكني أعي جدًّا أن الماديات لا تملك البلاغة المطلوبة لتعبِّر عن الحب السامي.
ولا أسمى من حب الوطن.
رسالتي الحبية اخترتُ أن أوجهها لحبيب متفرد، هو «الوطن»، وأصيغها بطريقتي الخاصة؛ لأعبِّر عن فرحي إذ أرى أحلام عمري تتحقق منعكسة في أفراح وابتهاجات عيون الناس من حولي:
قصر المرايا
ربما هو إدراك عصر النبوءات
يملؤني باليقين
رقصة رقصة
كما الخطو قفزًا على الجمر في البدء
تخفق أرواحنا فرحًا حين حلم
يطل من الذاكرة
وحين نمد الأكف نحس حرارة أنفاسه
وندرك في غبش الوعي أنا وصلنا
ما كان وهمًا ولا كان فعلاً
ولكنه المستحيل الجميل
هنا عندنا يستكين
هو الآن حقًّا هنا
يغانج شوق جوانحنا
نعايش وجد تفاصيله
نتيقن: صرنا وصار حضورًا
وليس مرورًا
كما خفقة الطير أو وقفة عابرة
ربما نتراجع حتى التباس الطفولة
بين السؤال ورهبة جهل الجواب
أحقًّا نراه؟
نعايش دهشة كشف الستار
عن حلمنا يتحول
نحار به.. ويحار بنا وعينا
أكان اختلاقًا من الطفل فينا
وددناه حتى نفخنا به الروح أصبح وهج حياة
له الدهشة الآسرة؟
هي اللحظة الباهرة
ها أنا حقًّا بقصر المرايا
يمر بي الزائرون لطافًا
بأعينهم غبطة
ينثرون ابتساماتهم والتحيات
يمضون
أبقى هنا مع اللمعان
وميض الطيوف القدامى
ورقصة أسطورة غابرة
وأين هو الخوف؟
كيف استدار وأصبح طوق أمان
كنت أخاف السؤال
أخاف الإجابات
أحمل هم المتاهات
واللانهاية رعب انعكاس المرايا
يحاصرني فزع التيه والأسر في القصر
كالسيل يحملني حيث لا أتبين وجهة دربي
وكالسيف يقطعني الوقت
ثلمًا بطيئًا مريعًا
وها أنا فوق الغمام تعانقني النسمات
وأخطو على القمة الزاهرة
أعشق حلمي يضيء بكل اتجاه
وأعشق وجهي يضيء بنبض الحياة
وأعلم علم اليقين
وصلت إلى ما حلمت
ولم أستحل ومضة في الظلال
ولا دمعة نافرة
هنا اللمعان
وأسئلة الكون تحملني لانبثاق البدايات
للابتسامات
للأغنيات
تتوالد مثل البراعم
للحب يولد مثلي مضيئًا بحلمي
بوجهك يا وطن الحلم
في الليل
في الصبح
في القلب
في الهدب
مزدهرًا في عناق المرايا الرفيقة
يحملنا لانعتاق الزمان المكان
كل عام وأنت مضيء بكل مرايا وجودي يا وطني.